![]() |
غضيض الطّرف عن هفواتي
غضيض الطّرف عن هفواتي
قال أبو عبد الله الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله : أحب من الإخوان كلّ مواتي = وكل غضيض الطرف عن عثراتي يوافقني في كل أمر أريده = ويحفظني حيـاً وبعـد ممــاتي فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته = لقاسمته مالي من الحسنـات تصفحت إخواني فكان أقلهم = على كثرة الإخوان أهل ثقاتي كُلنا يُحب ذلك الموصوف وكُلنا يُحب أن يُغضّ الطرف عن عثراته وهفواته لأنه ما مِـنّـا إلا وله من العثرات ما لا يعلمه إلا الله ، وله من الهفوات ما لو نُشر لافتضح أمره وإذا كُنا كذلك فلنعامل الناس كما نُحب أن نُعامل قال عليه الصلاة والسلام : من أحب أن يزحزح عن النار ويُدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه . رواه مسلم . إن العُذر مطلوب للآخرين كما هو مُلتمس للنفس فما إن يقع أحدنا في خطأ إلا ويبحث عن الأعذار ليعتذر عن خطأ وقع فيه أو ارتكبه ! فما بالنا لا نلتمس ذلك لإخواننا ؟وما بالنا لا نطلب لعلمائنا ما نطلبه لأنفسنا ؟ فما إن تبدو لنا زلة مِن عالِم أو هفوة من داعية إلا ونُبادر على نشرها وتطييرها في الآفاق، وربما كانت مكذوبة عليه فنكون ممن يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق ! أو ربما كان له عُذر مقبول عند الله وعند الناس أو ربما كان الخطأ في أعيننا على حد قول القائل : نعيب زماننا والعيب فينا ! وربما لو وقفنا موقف ذلك العالم لقلنا بما قال بالحرف الواحد دون زيادة ولا نُقصان لأن تقدير المصالح والمفاسد مرتبط بنظرة الشخص وبزمانه ومكانه . وربما رأينا - بعد مدة - أن رأيه هو الصواب ، وأننا كُنا على خطأ ! وربما رجع عن رأيه في مسألة ما فكيف لنا الرجوع ؟! إن العُذر والإعذار محبوب إلى الله وإلى الخَلق ولذا قال عليه الصلاة والسلام : ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، ومن أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين . رواه البخاري ومسلم . وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : وليس أحد أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل . رواه مسلم . وسبق أن كتبت حول هذا الموضوع ، وهو هنا : كُـلُّـك عــورات http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=6162 ولكن هذه خاطرة مرّت عجلى ! كتبه الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الرحمن السحيم |
الساعة الآن 12:52 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى