![]() |
في كِندة ثلاثة إن الله بهم يُنَزِّل الغيث وينصرنا هل تجوز مثل هذه العبارة ؟
" في كِندة ثلاثة إن الله بهم يُنَزِّل الغيث وينصرنا : رجاء بن حيوة وعُبادة بن نسي وعدي بن عدي " سير أعلام النبلاء ( 5/324 ) هل تجوز مثل هذه العبارة ؟ بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . وبارك الله فيك . ذاك هو محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام . قال أبو طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم : وأبْيَض يُسْتَسْقَى الغَمَام بِوَجْهِه *** ثُمَال اليَتَامَى عِصْمَة للأرَامِلِ روى الإمام أحمد وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : رُبَّمَا ذَكَرْتُ قول الشاعر وأنا أنظر إلى وَجْه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فَمَا نَـزَل حتى جَيَّش كُلّ مِيزَاب بِالْمَدِينَة ، فأذْكُر قَول الشاعر : وأبْيَض يُسْتَسْقَى الغَمَام بِوَجْهِه *** ثُمَال اليَتَامَى عِصْمَة للأرَامِلِ وذَكَر ابن عبد البرّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صَعَد الْمِنْبر ، فَحَمِد الله وأثْنَى عليه ، ورَفَع يديه إلى السماء ، فقال : اللهم اسقنا غيثا مَريعا غَدقا طَبقا عَاجلا غير رَائث نافعا غير ضار ، تَمْلأ بِه الضَّرْع ، وتُنْبِت به الزَّرْع ، وتُحْيِي بِه الأرض بَعْد مَوْتِها ، وكذلك تخرجون . قال فما رَدَّ رَسول الله يَديه إلى نَحْره حتى الْتَقَتِ السَّمَاء بِأرْوَاقِها ، وجاء أهل البطانة يَضِجُّون : يا رسول الله الغَرَق الغَرَق ! فَرَفَع يَده إلى السَّماء وقال : اللهم حوالينا ولا علينا . فَانْجَاب السَّحَاب عن المدينة حتى أحْدَق بِها كَالإكْلِيل ، فَضَحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نَوَاجِذُه ، ثم قال : لله أبو طالب لو كان حَـيًَّا قَرَّتْ عَيْنَاه ! مَن الذي يُنْشِدُنا قَوله ؟ فَقَام عليّ بن أبي طالب فَقَال : يا رسول الله كأنك أرَدْتَ قَوْلَه : وأبْيَض يُسْتَسْقَى الغَمَام بِوَجْهِه *** ثُمَال اليَتَامَى عِصْمَة للأرَامِلِ ولذا لَمَّا احْتُضِر أبو بكر رضي الله عنه تَمَثَّلَتْ عائشة رضي الله عنها بهذا البيت : وأبْيَض يُسْتَسْقَى الغَمَام بِوَجْهِه *** ثُمَال اليَتَامَى عِصْمَة للأرَامِلِ فقال أبو بكر رضي الله عنه : ذاك واللهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة . فلا يَجوز اعتِقاد أنَّ فلانا يُنَزِّل الله بِه الغِيث ؛ لأسباب : أولاً : أن ذلك كان مِن شأن محمد صلى الله عليه وسلم . ثانيا : لِمَا في ذلك مِن التَّزْكِيَة خاصة إذا كان حـيًّـا ، فإنه يُخشى عليه مِن الفِتنة . ثالثا : أنَّ مَبْنَى أحْوال النَّاس على السِّتر ، فلا يَعلَم باطِن الأمور إلاَّ الله تبارك وتعالى ، وليس للنَّاس إلاَّ ما ظَهَر لهم . ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إني لَم أُومَر أن أُنَقِّب قُلُوب الناس ، ولا أشُقّ بُطُونَهم . رواه البخاري ومسلم . ولذلك كان السَّلَف يُنْكِرُون على من مَدَحهم أو زَكَّاهم . قال أبو الوازع : قُلْتُ لابنِ عُمر : لا يزال الناس بِخَير مَا أبْقَاك الله لهم . فَغَضِب وقَال : إني لأحْسَبُك عِرَاقِيا ! ومَا يُدْرِيك مَا يُغْلِق عليه ابنُ أمِّك بَابَه ؟! فالشَّاهد من هذا الْمَنْع من ذلك القول سَدًّا للذريعة ، ومنعا للتزكية ، وعملا بظواهر الأمور دون بواطنها . ويُمكن أن يُقال : إن هذا مِن باب قوله عليه الصلاة والسلام : هل تُنْصَرُون وتُرْزَقُون إلاَّ بِضُعَفَائكُم . رواه البخاري . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 07:14 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى