![]() |
نصيحة للمغتابين والنمامين وكثيري اللغو ؟
أهلا وسهلا بك شيخنا أريد النصح والإرشاد لكثرة الكلام بلا فائدة وكثرة الغيبة والنميمة والظلم وجزاك الله خيرا أسأل الله أن يرزقك الإخلاص في السر والعلن الجواب : وأهلا بك . وجزاك الله خيرا . أوْصَى النبي صلى الله عليه وسلّم بِحِفْظ اللسان ، فقال لمعاذ رضي الله عنه : كُفّ عليك هذا . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط . ولِمّا قال عقبة بن عامر رضي الله عنه : قلت : يا رسول الله ما النجاة ؟ قال : أمْسك عليك لسانك ، وليَسَعك بيتك ، وابْكِ على خطيئتك . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وقال : هذا حديث حسن . وقال سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه : قلت: يا رسول الله ، حدثني بأمْرٍ أعتصم به ، قال : قل : ربي الله ، ثم استقم ، قال : قلت : يا رسول الله ، ما أخوف ما تخاف عليّ ؟ قال : فأخذ بلسان نفسه ، ثم قال : هذا . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وأصله في صحيح مسلم . وفي رواية : قال : يا رسول الله فأي شيء أتّقي ؟ قال : فأشار بيده إلى لسانه والمسلم الصادق في إسلامه : هو مَن سَلِم الناس مِن لسانه ويده . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم مَن سَلم المسلمون مِن لسانه ويَده . رواه البخاري ومسلم . قال ابن حجر : وفي التعبير باللسان دون القول نُكتة ، فيدخل فيه مَن أخرج لسانه على سبيل الاستهزاء . اهـ . وغالب كلام الإنسان إمَّا لَه وإمَّا عَليه . قال سلمان الفارسي رضي الله عنه : أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلامًا في معصية الله . وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : لا يَتَّقِي الله عبدٌ حتى يَخْزِن مِن لِسَانه . قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : مَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ سَقْطُهُ . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لا خَيْرَ فِي فُضُولِ الْكَلامِ . وقال عطاء بن أبي رباح رحمه الله : إن مَن قبلكم كانوا يَعُدّون فُضول الكلام ما عَدا كِتاب الله ، أوْ أمْر بمعروف أو نهي عن منكر ، أو أن تَنْطِق في مَعيشتك التي لا بُدّ لك منها . أتُنْكِرُون أن عليكم حافظين ، كِرَامًا كاتبين ، عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ مِن قول إلاَّ لديه رقيب عتيد ؟ أمَا يَستحي أحدكم لو نُشِرَت صحيفة التي أملى صدر نهاره و ليس فيها شيء من أمر آخرته قال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن المنكدر : أي الْخِصَال أوْضَع للمرء ؟ قال : كثرة كلامه ، وإذاعته أسراره ، وثِقَتِه بِكُلّ أحَد . وفُضُول الكلام ضَرَر وهلاك .. قَالَ إبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ إنَّمَا أَهْلَكَ النَّاسَ فُضُولُ الْكَلامِ . وقال الإمام مالك : كل شيء يُنتفع بِفَضْلِه إلاّ الكلام . وقال ابن القيم : فُضول الكلام تفتح للعبد أبوابًا مِن الشر كُلها مَداخل للشيطان ، فإمساك فضول الكلام يَسُدّ عنه تلك الأبواب كلها ، وكم مِن حَرب جرتها كلمة واحدة . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذ رضي الله عنه : وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلاَّ حصائد ألسنتهم ... وأكثر المعاصي إنما تولّدها مِن فُضول الكلام والنظر ، وهما أوسع مداخل الشيطان ، فإن جارحتيهما لا يملأن ولا يسأمان . اهـ . وقال إياس بن معاوية : كل مَن لم يَعرف عَيبه فهو أحمق . قيل له : يا أبا واثلة فما عَيبك ؟ قال : كثرة الكلام ! وقال يحيى بن معاذ الرازي : القلب باب السكينة ، واللسان باب القلب ، فإذا ضاع الباب دخل مَن أراد ، وخَرَج مَن أراد . وأشدّ الأشياء : حِفْظ اللسان وحبسه . قال يونس بن عبيد : إنك لتعرف وَرَع الرَّجل في كلامه . وقال الفضيل بن عياض : أشد الوَرَع في اللسان . وسئل عبد الله بن المبارك : أيّ الوَرَع أشدّ ؟ قال : اللسان . قال ابن القيم : تَجِد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورّع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة ، ويُطلق لسانه في الغيبة والنميمة والتّفكّه في أعراض الخلق ، وربما في أهل الصلاح والعِلم بالله والدِّين ، والقول على الله ما لا يَعلم . اهـ . ولا يَقَع في أعراض الناس ويَعيبهم إلاّ مَن امتلأ قلبه غِلاًّ عليهم ! قال ابن الجوزي رحمه الله : اعلم أن غيبة القلب سوء ظَـنِّه بالمسلمين . والظن ما تَرْكَن إليه النفس ويَميل إليه القلب . وليس لك أن تظن بالمسلم شرا إلاّ إذا انكشف أمر لا يحتمل التأويل ... ومتى خَطَر لك خاطر سوء على مسلم فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير ، فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك ، فلا يلقي إليك خاطر السوء خيفة مِن اشتغالك بالدعاء والمراعاة . وإذا تَحَقَّقْتَ هَفوة مسلم فانصحه في السرّ . واعلم : أن مِن ثمرات سوء الظن التجسس ، فإن القلب لا يقنع بالظن ، بل يطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس ، وذلك مَنهي عنه ، لأنه يُوصِل إلى هَتك ستر المسلم ، ولو لم ينكشف لك ، كان قلبك أسلم للمسلم . اهـ . وقد أمَر الله الفارِغ بالعبادة ، فقال : (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) قال ابن كثير : أي: إذا فَرَغْت مِن مهامك فانصب في طاعته وعبَادَته ، لتكون فارِغ البال . قاله ابن زيد بمعناه أو قريب منه . اهـ . وقال ابن المبارك : اغتنم ركعتين زلفى إلى الله *** إذا كنت فارغا مستريحا وإذا ما هممت بالنطق في الباطل *** فاجعل مكانه تسبيحا فاغتنام السكوت أفضل مِن *** خَوْض وإن كنت في الحديث فصيحا وقال أيضا : عَجِبْتُ مِنْ اتِّفَاقِ الْمُلُوكِ الأَرْبَعَةِ كُلِّهِمْ عَلَى كَلِمَة ! قَالَ كِسْرَى : إذَا قُلْتُ نَدِمْتُ وَإِذَا لَمْ أَقُلْ لَمْ أَنْدَمْ . وَقَالَ قَيْصَرُ : أَنَا عَلَى رَدِّ مَا لَمْ أَقُلْ أَقْدَرُ مِنِّي عَلَى رَدِّ مَا قُلْتُ . وَقَالَ مَلِكُ الْهِنْدِ : عَجِبْتُ لِمَنْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَة ، إنْ هِيَ رُفِعَتْ تِلْكَ الْكَلِمَةُ ضَرَّتْهُ ، وَإِنْ هِيَ لَمْ تُرْفَعْ لَمْ تَنْفَعْهُ . وَقَالَ مَلِكُ الصِّينِ : إنْ تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَة مَلَكَتْنِي وَإِنْ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِهَا مَلَكْتُهَا . فلينظر كل مِنّا في أقواله وأفعاله وأحواله .. فما يُحِبّ أن يَراه في صحائفه يوم القيامة فليأته ، وما لا يُحِبّ أن يراه فليدعه الآن . قال تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) . قال ابن كثير : وهذا تنبيه مِنه لِعباده على خوفه وخشيته ، وألاَّ يَرتكبوا ما نَهى عنه وما يَبْغضه منهم ، فإنه عَالِم بجميع أمورهم ، وهو قادر على معاجلتهم بالعقوبة ، وإنْ أنْظَر مَن أنْظَر منهم ، فإنه يُمْهِل ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر . اهـ . قال ميمونُ بنُ مِهران : المُتَّقي أشدُّ محاسبةً لنفسه مِن الشريكِ الشحيحِ لِشريكه . وللفائدة : ما حكم هذا الدعاء لترك الغيبة : اللهم إني استودعتك لساني فلا تجعله يغتاب مسلما ..؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=14040 وهنا : ما حكم الغيبة بالقلب ؟! http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12049 تصيبني وساوس وأتوهّم أني أعيب الناس وأسخر منهم http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12501 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 12:06 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى