![]() |
بماذا يُنصَح طالِب العِلم المبتدئ ؟
في بداية طلبنا للعلم بماذا تنصحنا ؟ وبماذا نبدأ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب: خير ما يُبدأ به هو كتاب الله دراسة وحفظا وتدبّرا ؛ لأنه أصل العلوم الشرعية . قال ابن عبد البر رحمه الله : القرآن أصل العِلْم . وقال رحمه الله : طلب العلم درجات ومناقل ورُتَب ، لا ينبغي تَعَدّيها ، ومن تَعَدّاها جُمْلة فقد تَعَدّى سبيل السلف رحمهم الله ، ومن تعدى سبيلهم عامدا ضَلّ ، ومَن تعداه مجتهدا زَلّ ؛ فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه ، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه ، ولا أقول : إن حفظه كله فرض ، ولكني أقول : إن ذلك شرط لازم على من أحب أن يكون عالما فقيها ناصبا نفسه للعلم ، ليس من باب الفرض . اهـ . وفي بداية الطلب يُنصح طالب العلم - رجلا كان أو امرأة - بالأخذ عن المشايخ ، وأن لا يَعتَدّ برأيه ، ولا يستحيي أن يسأل عما أشكل عليه ، ولا يتكبّر في الأخذ عمن هو دونه . قال مجاهد : لا يَتَعَلَّم العلم مُستحي ولا مُستكبر . وأن لا يَمَلّ من طول الطريق ، ومِن عناء الطَّلَب . فإن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقول : إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائلٌ فأتوسّدُ ردائي على بابِه ، فَتَسْفِي الريح عليَّ التراب ، فيخرج فيراني ، فيقول : يا ابن عم رسول الله ألاَ أرسلتَ إليّ فآتيك ؟ فأقول : أنا أحق أن آتيك فأسألك . وكان ابن عباس يَعرف لمعلّميه حقّهم ، فقد قام ابن عباس إلى زيد بن ثابت فأخذ له بِرِكابِه ، فقال : تَنَحّ يا ابنَ عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنَّا هكذا نفعل بعلمائنا وكُبرائنا . وبعد هذا بِزمَن قال ابن عباس : ذَلَلْتُ طَالِباً ، فَعَزَزْتُ مَطْلُوباً . وأن يَجعل نيّته لله عزَّ وَجَلّ ، بأن يرفع الجهل عن نفسه أوّلاً ، ويتقرّب إلى الله بِطلب العلم ، كما قال معاذ رضي الله عنه : تعلّموا العِلم فإن تعلمه لله خشية ، وطلبَه عبادة ، ومدارستَه تسبيح ، والبحثَ عنه جهاد ، وتعليمَه لمن لا يحسنه صدقة ، وبذلَه لأهله قُربة ، به يُعرف الله ويعبد ، وبِه يُوحَّد ، وبِه يُعرف الحلال من الحرام ، وتُوصَل الأرحام ، وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ، والدليل على السراء والمعين على الضراء، والوزير عند الإخلاء ، والقريب عند الغرباء ، ومنار سبيل الجنة ، يرفع الله به أقواما فيجعلُهم في الخير قادةً وسادة يُقتدى بهم ، أدلة في الخير تُقتص آثارهم ، وتُرْمَق أفعالهم ، وتَرغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتهم تمسحهم ، يستغفر لهم كلُّ رطب ويابس حتى حيتانُ البحر وهوامُّه وسباع البر وأنعامُه ، والسماء ونجومُها ، والعلم حياة القلوب من العمى ، ونور للأبصار من الظُّلَم ، وقوة للأبدان من الضعف ، يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى ، التفكر فيه يُعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، وهو إمام للعمل ، والعمل تابعه ، يُلْهمُه السعداء ، ويُحْرَمُه الأشقياء . ويحفظ طالب العلم ما يُعينه على استحضار الدليل في المسألة . ويبدأ بالمختصرات قبل الْمُطوّلات ، ولا يتنقّل بين الفنون حتى يُتقِن ما بدأ به . ويجعل له في كل فنّ كِتاب ، يحفظ مِنه ، ويُدوّن تعليقاته عليه ، فلا يُشتِّت نفسه ، ولا تضيع تعليقاته وكتاباته . ويُحسن السؤال عما أشكل عليه ، بأدب ومن غير إلحاح ، مع اختيار أنسب الأوقات للسؤال . قال ابن القيم رحمه الله : للعلم ست مراتب : أولها : حسن السؤال الثانية : حسن الإنصات والاستماع . الثالثة : حسن الفهم . الرابعة : الحفظ . الخامسة : التعليم . السادسة - وهي ثمرته - : وهي العمل به ومراعاة حدوده . فمن الناس من يحرمه لعدم حسن سؤاله ، أما لأنه لا يسأل بحال أو يسأل عن شيء وغيره أهم إليه منه ، كمن يسأل عن فضوله التي لا يضر جهله بها ويدع مالا غنى له عن معرفته ، وهذه حال كثير من الجهال المتعلمين ، ومن الناس من يحرمه لسوء إنصاته فيكون الكلام والممارات آثر عنده وأحب إليه من الإنصات ، وهذه آفة كامنة في أكثر النفوس الطالبة للعلم ، وهي تمنعهم علما كثيرا ، ولو كان حسن الفهم . ذكر ابن عبد البر عن بعض السلف أنه قال : من كان حسن الفهم رديء الاستماع لم يقم خيره بشره . وبالله التوفيق . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 01:47 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى