![]() |
أعاني من شبهات ووساوس في أمور العقيدة
السلام عليكم ورحمته وبركاته
أنا أعاني منذ فترة طويلة من شبهات ووساوس كثيرة تدور في رأسي تلقائيا من دون أي تفكير مني في مسألة أو ما شابه من أمور العقيدة وباقي الفروع وخاصة العقيدة . والمشكلة أن هذه الشبهات كثيرة جدا ولا أجد لها رد لنقص علمي بالدين لدرجة أني أحس أن راسي سوف تنفجر ، و أحس أني سوف أختنق حتى الموت . والمشكلة الأخرى أني أعاني أيضا من مشكلة لا أعرف ما حقيقتها وتتلخص في أني أشعر أن أحدا يتكلم بداخلي بدون إرادتي ويتلفظ بألفاظ بذيئة في حق الله ورسوله ( استغفر الله العظيم ) وذلك في كل الأوقات ما عدا النوم لدرجة أني أجد صعوبة في الذكر والصلاة والعبادات؟ ماذا أفعل أنا أعيش في جحيم وأريد أن أتخلص من كل هذا لكي أمت وأنا على يقين تام أني على ملة الإسلام ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأعانك الله . أولاً : بالنسبة للوساوس التي تكون في الـنَّفْس فهي مما عُفِي عنه ، ما لَم يَتحدّث بها صاحِبها أو يَعمل بِمقْتَضَاها ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تَجاوز عن أمتي ما حَدَّثَتْ به أنفسها ، ما لم تَعْمَل أو تَتَكَلَّم . رواه البخاري ومسلم . ثانيا : وُجود هذه الوساوس دَلِيل على الإيمان ، فإن الشيطان لا يَفعل شيئا في القلب الْخَرِب ، كما أن اللص لا يَجِد شيئا في البيت الْخَرِب ! والشك أو الوسواس لا يخلو منه أحد ، حتى خيار هذه الأمة ، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه : إنّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به . قال : وقد وجدتموه ؟ قالوا : نعم . قال : ذاك صريح الإيمان . رواه مسلم . وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة . قال : تلك محض الإيمان . رواه مسلم . وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء ، لأن يكون حممة أحبّ إليه من أن يتكلم به . فقال : الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر ، الحمد لله الذي رَدّ كَيْدَه إلى الوسوسة . رواه الإمام أحمد وأبو داود . فقوله : " ذاك صريح الإيمان " أي أن هذا يدلّ على الإيمان ، لأن الشيطان لم يتمكّن منه في غير هذا . ثالثا : أقصى ما يستطيعه الشيطان - بالنسبة للمؤمن - أن يتسلّط عليه بالوساوس والْخَطَرات . ويجب على من وَجَد شيئا في نفسه ، أن يستعيذ بالله من الشيطان ، وأن ينتهي ، ولا ينساق وراء تلك الوساوس ، ولا يُحدِّث بها ، ويقول : آمنت بالله . قال صلى الله عليه وسلم : لا يزال الناس يتساءلون حتى يُقال هذا خلق الله الخلق ، فمن خَلق الله ، فمن وَجَد من ذلك شيئا فليقل : آمنت بالله ، وليَسْتَعِذ بالله ، ولْيَنْتَهِ . رواه البخاري ومسلم . فعليك الانتهاء عَمَّا في نفسك ، وإشغال نفسك بِما هو نافِع ومُفيد ، فإن النفس إذا لم تُشْغَل بالحقّ تشاغلتْ بالباطِل . ولا ينساق المسلم وراء تلك الوساوس ولا يلتفت إليها . رابعا : عليك بالإكثار مِن الأذكار ، وقراءة آية الكرسي بعد كل صلاة . خامسا : إذا وجدتِ ذلك ، ولم يَزل معك ما شكوت منه ، فعليك بِرُقْيَة نفسك ، فإن لم يَزل عنك فاطلبي لك رُقْيَة وقراءة مِن شخص موثوق ، يقرأ عليك ويرقِيك . فإن ما يَكون في داخل الإنسان وقد يَجد له أثرا قد يكون مِن الْمَسّ ، وهو لا يشعر به . أخيرا : الدعاء مِن أنفع الأدوية ، وأنجَع الوسائل . فما دُفِع البلاء بِمثل الدَّعاء . وهنا : ما النصيحة لمن يشعر بوساوس تجاه العبادات ويخشى من الكُفر ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=6092 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 07:20 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى