ابنتها تمن عليها كلما اعطتها شئ فعاهدت نفسها الا تأخذ منها شئ فما الكفارة؟
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مختصر الموضوع أن هناك أم تسأل عن ما حدث بينها و بين ابنتها المتزوجة و هذه الأخيرة كلما أعطت لأمها شيئا كالأكل مثلا منت عليها وآذتها بكلامها الجارح والأم هنا عاهدت نفسها فقط و لم تقسم بالله تعالى أن لا تأخذ من ابنتها شيئا بسبب أذيتها لها إلا أنها رجعت وأكلت في بيتها وأخذت أي قبلت ما أعطته لها ابنتها و هنا الأم تسأل ماذا عليها أن تفعل هل عليها كفارة ؟
أفيدوني حفظكم الله

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحَفِظَك الله وَرَعَاك .

التوجيه للبنت في 3 جوانب :
الأول : أنك مهما أعطيتِ أمك ، فلن تُقابلي زفرة مِن زفراتها ! كما قال ابن عمر رضي الله عنهما للرجل الذي أخبره أنه حَمَل أمه على ظهره من اليمن وحجّ بها . فكان يسأل : هل جازاها ؟! فقال ابن عمر رضي الله عنهما : ولا زفرة من زفراتها . يعني : عند الولادة .
الثاني : أن الْمِنّة لله عزَّ وَجَلّ ، فهو المنعِم ، وهو الذي منّ عليك ورزقك .
الثالث : أنك لو لم تُطعمي أمك وقلت لها قولا جميلا لَكان خيرا من العطية مع الْمَنّ .
قال تعالى : (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَة يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) .
فَلْتَخش العقوبة بسبب الْمَنّ على أمها .
قال البغوي في تفسيره :
(يَتْبَعُهَا أَذًى) أي : مَنّ وتَعيير للسائل ، أو قول يؤذيه . (وَاللَّهُ غَنِيٌّ) أي مُسْتَغْن عن صدقة العباد . (حَلِيم) لا يَعْجَل بالعقوبة على مَن يَمُنّ ويُؤذي بالصدقة . اهـ .

وبالنسبة للعهد الذي قطعته الأم على نفسها ، فإن كانت تلفّظت به ، فلَه حُكم اليمين وعليها كفارة يمين ، وإن كان في نفسها ولم تتلفّظ به ، فلا شيء عليها .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد