منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   هل نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سماع ومجالسة القصاصين ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8286)

*المتفائله* 27-03-2010 10:55 PM

هل نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سماع ومجالسة القصاصين ؟
 

هذه العبارة حيرتني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال يمكن يكون غريب لأني بصراحة أول مرة أسمع فيه ، فأرجو من فضيلتكم إفادتنا

هل نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سماع ومجالسة القصاصين ؟

ومن هم ؟

وما هي صفاتهم ؟

وهل هم موجودين في عصرنا هذا ؟ وهل ورد في ذلك حديث صحيح ؟

أرجو أن تفيدوننا في ذلك .. جزاكم الله خيراً



http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا .



جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : القُصَّاص ثلاثة : أمير ، أو مَأمُور ، أو مُخْتَال . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .



وروى الإمام أحمد من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج قال : دَخَل عَوْف بن مالك هو وَ ذُو الكَلاع مَسجد بيت المقدس ، فقال له عوف : عِنْدَك ابن عَمِّك . فقال ذُو الكَلاع : أمَا إنه مِن خَير أوْ مِن أصْلح الناس ، فقال عوف : أشْهَد لَسَمِعْتُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يَقُصّ إلاَّ أمِير أوْ مَأمُور أو مُتَكَلِّف .



وابن عمّ ذي الكَلاع هو كَعْب بن ماتع الحميري ، وهو المشهور بِكَعْب الأحبار .



قال السِّنْدِي :

القَصّ : الْتَّحَدّث بِالقَصص ، ويُسْتَعْمَل في الوَعْظ .



وكَتَب عمر بن عبد العزيز : أما بعد فإن أناسًا من الناس قد الْتَمَسُوا الدنيا بِعَمَلِ الآخرة ، وإن الناس مِن القُصَّاص قد أحْدَثُوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عَدل صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا جاءك كتابي هذا فَمُرْهم أن تكون صلاتهم على النبيين ، ودعاؤهم للمسلمين عامة ، ويَدَعُوا مَا سِوَى ذلك .



والذي يُذَمّ في القَصَص والقُصَّاص الاشْتِغال بالقَصص عن العِلْم الصحيح والأصيل مِن عِلْم الكِتاب والسنة ، واعْتَماد القصص والأمثال في الوعْظ والتَّذْكِير ، واسْتِبْدَال أدلَّة ونُصوص الوحيين بذلك .

ويُذَمّ في القُصَّاص كَونهم كَحَاطِب ليل ، يُورِدُون ما يَصِحّ وما لا يَصِحّ .

ويَبْحَثُون عن الغرائب مما يَلفِت الأنظار إليهم ، ويُرغِّب الناس في سماعهم ! سواء صَحَّتْ أو لَم تَصِحّ ، ولذلك كان القُصَّاص سَبَـبًا في انتشار الأحاديث المكذوبة والموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .



ومِثلهم في زَماننا هذا مَن يَشْتَغِل بِالدَّعوة ، ويَتَصَدَّر الْمَجالس وهو لا يُحسِن ولا يَعرِف شيئا !

فنجده يَتكلّم في كل مسألة ، وهو – ربما - لا يُحسِن الوضوء !



يَظنُ بعض الناس أنه إما أن يتَكلّم في كل أمر ، أو لا يَتكلّم ..

وقد يدْفَع الناسُ من لا يُحسن شيئا إلى أن يَتَصَدَّر الْمَجَالس ، ولو كان حديث عهد بِتوبة .



بعض الجماعات ربما أخْرَجَت التائب مِن حانة خَمْر إلى مِـنْـبَر ! لِيَتَكلَّم ويُبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم !



نعم ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : بَلِّغُوا عنّي ولو آية . رواه البخاري .

فيُبلِّغ الإنسان مَا يُحْسِنه ومَا يَعْرِفه ، ولو كانت آيَة واحِدَة ، أو حَديثًا واحِدًا ، ويَقْتَصِر على ما يُحسِن . ويَدَع ما سِوى ذلك .

لأنَّ بعض الناس يُفْسِد ويُسِيء مِن حيث أرَاد الإصْلاح !



والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد







الساعة الآن 08:05 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى