![]() |
هل نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سماع ومجالسة القصاصين ؟
هذه العبارة حيرتني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال يمكن يكون غريب لأني بصراحة أول مرة أسمع فيه ، فأرجو من فضيلتكم إفادتنا هل نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سماع ومجالسة القصاصين ؟ ومن هم ؟ وما هي صفاتهم ؟ وهل هم موجودين في عصرنا هذا ؟ وهل ورد في ذلك حديث صحيح ؟ أرجو أن تفيدوننا في ذلك .. جزاكم الله خيراً http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : القُصَّاص ثلاثة : أمير ، أو مَأمُور ، أو مُخْتَال . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح . وروى الإمام أحمد من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج قال : دَخَل عَوْف بن مالك هو وَ ذُو الكَلاع مَسجد بيت المقدس ، فقال له عوف : عِنْدَك ابن عَمِّك . فقال ذُو الكَلاع : أمَا إنه مِن خَير أوْ مِن أصْلح الناس ، فقال عوف : أشْهَد لَسَمِعْتُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يَقُصّ إلاَّ أمِير أوْ مَأمُور أو مُتَكَلِّف . وابن عمّ ذي الكَلاع هو كَعْب بن ماتع الحميري ، وهو المشهور بِكَعْب الأحبار . قال السِّنْدِي : القَصّ : الْتَّحَدّث بِالقَصص ، ويُسْتَعْمَل في الوَعْظ . وكَتَب عمر بن عبد العزيز : أما بعد فإن أناسًا من الناس قد الْتَمَسُوا الدنيا بِعَمَلِ الآخرة ، وإن الناس مِن القُصَّاص قد أحْدَثُوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عَدل صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا جاءك كتابي هذا فَمُرْهم أن تكون صلاتهم على النبيين ، ودعاؤهم للمسلمين عامة ، ويَدَعُوا مَا سِوَى ذلك . والذي يُذَمّ في القَصَص والقُصَّاص الاشْتِغال بالقَصص عن العِلْم الصحيح والأصيل مِن عِلْم الكِتاب والسنة ، واعْتَماد القصص والأمثال في الوعْظ والتَّذْكِير ، واسْتِبْدَال أدلَّة ونُصوص الوحيين بذلك . ويُذَمّ في القُصَّاص كَونهم كَحَاطِب ليل ، يُورِدُون ما يَصِحّ وما لا يَصِحّ . ويَبْحَثُون عن الغرائب مما يَلفِت الأنظار إليهم ، ويُرغِّب الناس في سماعهم ! سواء صَحَّتْ أو لَم تَصِحّ ، ولذلك كان القُصَّاص سَبَـبًا في انتشار الأحاديث المكذوبة والموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومِثلهم في زَماننا هذا مَن يَشْتَغِل بِالدَّعوة ، ويَتَصَدَّر الْمَجالس وهو لا يُحسِن ولا يَعرِف شيئا ! فنجده يَتكلّم في كل مسألة ، وهو – ربما - لا يُحسِن الوضوء ! يَظنُ بعض الناس أنه إما أن يتَكلّم في كل أمر ، أو لا يَتكلّم .. وقد يدْفَع الناسُ من لا يُحسن شيئا إلى أن يَتَصَدَّر الْمَجَالس ، ولو كان حديث عهد بِتوبة . بعض الجماعات ربما أخْرَجَت التائب مِن حانة خَمْر إلى مِـنْـبَر ! لِيَتَكلَّم ويُبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم ! نعم ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : بَلِّغُوا عنّي ولو آية . رواه البخاري . فيُبلِّغ الإنسان مَا يُحْسِنه ومَا يَعْرِفه ، ولو كانت آيَة واحِدَة ، أو حَديثًا واحِدًا ، ويَقْتَصِر على ما يُحسِن . ويَدَع ما سِوى ذلك . لأنَّ بعض الناس يُفْسِد ويُسِيء مِن حيث أرَاد الإصْلاح ! والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 08:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى