![]() |
هل أنا آثمة مع هذا الزوج ( المختل عقلياً)
أعتذر منك شيخي الفاضل من طول السؤال ولكن فيه تفاصيل ستفيدكم
إن شاء الله لمعرفة السؤال وحال السائلة .. السؤال : اقتباس:
|
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا أسأل اله لأختنا الثبات ، وأن يُعْظِم لها ألأجر والمثوبة . هي مأجورة على صبرها ، وعلى تحمّلها ، وأما الغضب الذي لا يُخرِج الإنسان عن حدود المعقول ، فهذا لا يُؤاخذ عليه الإنسان ؛ لأن كل إنسان له طبيعته ، وله طبائعه ، وله حُدوده في الصبر والتحمّل . وقد كان بعض ذلك يَحْدُث في أفضل البيوت وفي أفضل الأزمنة . فقد كان يقع شيء مِن الْمُغاضَبَة بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحيانا تقع الْمُغَاضَبَة مع النبي صلى الله عليه وسلم مِن قِبَل بعض أزواجه . قال عمر رضي الله عنه : فَصِحْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي ، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي ، فَقَالَتْ : وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليُرَاجِعْنَهُ ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ ! فَأَفْزَعَنِي ، فَقُلْتُ : خَابَتْ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ بِعَظِيم ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ، فَقُلْتُ : أَيْ حَفْصَةُ ، أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ ؟ فَقَالَتْ : نَعَمْ . الحديث . وفي رواية لمسلم : فَتَغَضَّبْتُ يَوْمًا عَلَى امْرَأَتِي ، فَإِذَا هِيَ تُرَاجِعُنِي ، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي ، فَقَالَتْ : مَا تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ ، وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ . وفي صحيح مسلم مِن حديث انس رضي الله عنه قَال : كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَة ، فَكَانَ إِذَا قَسَمَ بَيْنَهُنَّ لا يَنْتَهِي إِلَى الْمَرْأَةِ الأُولَى إِلاَّ فِي تِسْع ، فَكُنَّ يَجْتَمِعْنَ كُلَّ لَيْلَة فِي بَيْتِ الَّتِي يَأْتِيهَا ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَجَاءَتْ زَيْنَبُ فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ : هَذِهِ زَيْنَبُ ! فَكَفَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ، َتَقَاوَلَتَا حَتَّى اسْتَخَبَتَا . وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ، فَمَرَّ أَبُو بَكْر عَلَى ذَلِكَ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمَا ، فَقَالَ : اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى الصَّلاَةِ ، وَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ . فَخَرَجَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم . قال القاضي عياض : " حتى استخبتا " مِن السَّخب ، وهو ارتفاع الأصوات واختلاط الكلام . اهـ . قال ابن كثير : ومِن خَواصّ خديجة رضي الله عنها : أنه لم تَسوءه قطّ ، ولم تُغَاضِبه ، ولم يَنَلْها منه إيلاءً ، ولا عَتب قط ، ولا هَجْر ، وكَفَى بهذه مَنْقَبَة وفَضِيلَة . اهـ . وأما محبة الزوج ، فهي ليست واجِبًا على الزوجة ، بحيث تأثَم إذا لم تُحِبّ زوجها ؛ لأن المحبة مِن الله . قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الْمِقَة من الله . رواه الإمام أحمد وغيره . والْمِقَة هي الْمَحَبَّة . وقال عمر رضي الله عنه : ليست كُلّ البيوت تُبْنَى على المحبة . قال الإمام البغوي : ورُوي أن رجلاً قال في عهد عُمر لامْرأته : نشدتك بالله هل تُحبيني ؟ فقالت : أما إذا نشدتني بالله ، فلا ، فخرج حتى أتى عمر ، فأرسل إليها ، فقال : أنتِ التي تقولين لزوجك : لا أحبك ؟ فقالت : يا أمير المؤمنين نشدني بالله ، أفأكذب ؟ قال : نعم فاكْذبيه ، ليس كل البيوت تُبْنَى على الْحُبّ ، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب . اهـ . وعلى الزوجة أن تُلبّي حاجات زوجها في المعاشَرة ، ولو لم تكن مُهيّأة لذلك نفسيا ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح . رواه البخاري ومسلم . والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 09:45 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى