هل التربية الصحيحة أن يُترَك الطفل يبكي كي لا يتعوّد على الدلال ؟
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله شيخنا الفاضل و أحسن الله إليكم ..
شخص يقول لزوجي أن التربية السليمة الشرعية للطفل و هو رضيع إذا كان نظيفاً و شبعان أن يتركه يبكي ..!!
و أن هذا مهم في تربية الأطفال ..
و لكنني أنا كأم لا استطيع تحمل بكاء طفلتي الحبيبة بدون حملها و محاولة تهدئتها
فأرجوا توضيح الأمر ..؟
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

ليس على إطلاقه .
والذي يضرّ هو التدليل الزائد ، والخوف الزائد على الطفل ، فينشأ الطفل مُدَللاً وذا شخصية ضعيفة .

يقول الدكتور محمد الصباغ : سمعت مِن مالك بن نبي- رحمه الله- أن رجلاً جاء يسترشده لتربية ابن له أو بنت ولد حديثاً، فسأله : كم عمرها ؟ قال : شهر، قال : فاتك القطار، قال : وكنت أظن بادئ الأمر أني مبالغ ، ثم إني عندما نظرت وجدت أن ما قُلته الحق ، وذلك أن الولد يبكي، فتعطيه أمه الثدي ، فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد، ويكبر على هذا، فإذا ضربه اليهود بكى في مجلس الأمن يظن أن البكاء يوصله حقه".

وذلك لأن بناء شخصية الطفل يتم في وقت مُبكّر ، فإذا ما استعمل الطفل البكاء كَسِلاح ، ووجد أنه نافع في الضغط لتحقيق مطالبه ، فإنه سوف يستعمل ذلك السلاح في كل حين ، حتى لو رأى لعبة مع غيره فإنه سوف يبكي ليُعطى إياها !
وما ذلك إلاّ لأن والديه - أو أحدهما - يتضايق مِن بُكاء الصبي فيُحاول أن يُسكته ولو على حساب غيره .
بل قد يكون طلب سكوت بكاء الطفل على حساب بعض إخوته أو أخواته الصغار ، مما يُسبب الغيرة ، بل والحقد عليه .

والحياة إما أن تَرْضَخ وإما أن تُرضِخ !

فلا يصلح الانصياع لِبكاء الطفل . بل يُعوّد أن يُمنع ما أراد إذا بكى .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض