![]() |
ما معنى شِرْك التشبيه ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته نرجوا من فضيلتكم توضيح معنى شرك التشبيه ؟؟ مع ذكر بعض الأمثلة على ذلك ؟؟؟ وجزاك الله خير الجزاء http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا شرك التشبيه : أن يُشَـبَّـه الله - تعالى - بِشَيء مِن خَلْقِه ، أو يُشبِّـه مخلوقا بالله عزَّ وَجَلّ ، بأن يُضفي عليه شيئا مِن صِفات الله . وأهل السنة يُثبِتون ما أثبتَه الله لنفسه مِن غير تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل . قال ابن أبي العز في " شرح الطحاوية " : اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، لا فِي ذَاتِهِ ، وَلا فِي صِفَاتِهِ ، وَلا فِي أَفْعَالِهِ . وَلَكِنَّ لَفْظَ " التَّشْبِيهِ " قَدْ صَارَ فِي كَلامِ النَّاسِ لَفْظًا مُجْمَلا يُرَادُ بِهِ الْمَعْنَى الصَّحِيحُ ، وَهُوَ مَا نَفَاهُ الْقُرْآنُ وَدَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ ، مِنْ أَنَّ خَصَائِصَ الرَّبِّ - تَعَالَى - لا يُوصَفُ بِهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَلا يُمَاثِلُهُ شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ فِي شَيْء مِنْ صِفَاتِهِ . (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، رَدٌّ عَلَى الْمُمَثِّلَةِ الْمُشَبِّهَةِ ، (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، رَدٌّ عَلَى النُّفَاةِ الْمُعَطِّلَةِ . فَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ ، فَهُوَ الْمُشَبِّهُ الْمُبْطِلُ الْمَذْمُومُ ، وَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ ، فَهُوَ نَظِيرُ النَّصَارَى فِي كُفْرِهِمْ . اهـ . وقال : الْمَشْهُورَ مِنِ اسْتِعْمَالِ هَذَا اللَّفْظِ عِنْدَ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ الْمَشْهُورِينَ : أَنَّهُمْ لا يُرِيدُونَ بِنَفْيِ التَّشْبِيهِ نَفْيَ الصِّفَاتِ ، وَلَا يَصِفُونَ بِهِ كُلَّ مَنْ أَثْبَتَ الصِّفَاتِ . بَلْ مُرَادُهُمْ أَنَّهُ لا يُشْبِهُ الْمَخْلُوقَ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ . اهـ . وقال الشيخ السعدي رحمه الله : التعطيل معناه سلب الصفات ونفيها عن الله تعالى ...والتكييف معناه : بيان الهيئة التي تكون عليها الصفات ، فلا يُقال : كيف استوى؟ كيف يده؟ كيف وجهه؟ ونحو ذلك ؛ لأن القول في الصفات كالقول في الذات ، يُحْتَذَى حَذوه ويُقاس عليه ، فكما أن له ذاتًا ولا نَعلم كيفيتها ، فكذلك له صفات ولا نعلم كيفيتها ؛ إذ لا يعلم ذلك إلا هو مع إيماننا بحقيقة فعناها. وأما التمثيل فمعناه : التشبيه ، فلا يُقال : ذات الله مثل ذواتنا أو شِبْه ذواتنا ، وهكذا ، فلا يُقال في صفاته : إنها مثل صفاتنا أو شِبْه صفاتنا ، بل على المؤمن أن يلتزم قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، و (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) والمعنى : لا أحد يُسَامِيه ؛ أي : يُشَابِهه . اهـ . ووجه كون التشبيه شِرْكًا : أن الْمُشبِّه إما أن يعبد بَشَرًا أضاف إليه صِفات الله أو بعضها ، أو يعبد صَنَمًا !قال الإمام الخطابي : الْمُشَبِّه يَعْبُد صَنَمًا ، والْمُعَطِّل يَعْبُد عَدَمًا ، والْمُوَحِّد يَعبد إله الأرض والسماء . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن نَفَى عنه ما أثبته لنفسه مِن الصفات كان مُعَطِّلا ، ومَن جعلها مثل صفات المخلوقين كان مُمَثِّلا ، والْمُعَطِّل يَعبُد عَدَمًا ، والْمُمَثِّل يَعْبُد صَنَمًا . اهـ . وهنا : استفسارات ونقاش حول صفات الله تعالى ومنهج السلف فيها وهل هي معلومة المعنى ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6109 تفويض المعنى ، هل هو مذهب أهل السنة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3719 أريد أن أعرف معنى التفويض فى الأسماء والصفات http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1135 هل الصفات هي عين الذات ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3898 معنى الوَجه في قول النبي صلى الله عليه وسلم "...تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ ..." http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3538 مِمَ احترز شيخ الإسلام بهذا القول (عين المسمى وللمسمى) ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=4993 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 08:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى