![]() |
لماذا لم يستنكِر أصحاب الكهف تغيّر أشكالهم ؟
جزاكم الله خيرا للتوضيح
لكن ألتمس المعذرة في التباس الأمر علي فما فهمته من النقطه جـ - القول بأن (المحافظة على أجهزتهم حية تعمل في الحد الأدنى من استهلاك الطاقة فتوقفت عقارب الزمن بالنسبة لهم داخل كهفهم) جَعَلهم يعيشون تلك الفترة ، وهذا غير مُسلَّم به ؛ لأن قوله هذا يُشعر أن أجسادهم لم تتغير ، وان السنين لم تُؤثِّر فيهم . وهذا يردّه قوله تعالى عنهم : (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) . هو أن اجسادهم تغيرت من البقاء كثيرا في الكهف فما معنى قولهم في الأية التاليه أنهم لبثوا يوما أو بعض يوم أي لم يلاحظوا تغيرات على بعضهم البعض من طول البقاء برجاء التوضيح أكثر بارك الله فيكم وفي شيخنا الفاضل *************** و هذا رابط الموضوع http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=442 وبارك الله فيكم و جزاكم عنا خير الجزاء الجواب : وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . لعل ذلك راجِع إلى أمور : الأول : أنهم لم يَسْتَنْكِروا شيئا ؛ لأن هيئاتهم كانت مُتقارِبة ، فلا يَسْتَنْكِر أحَد منهم شيئا . الثاني : أنهم استيقظوا آخر النهار ، وهم في كَهفهم ، فلا يَرون بعضهم رؤية جيدة ، فقالوا ذلك . قال البغوي في تفسيره : (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا) ، وذلك أنهم دخلوا الكهف غُدْوة فَقَالُوا فَانْتَبَهُوا حين انتبهوا عَشِيّة . فقالوا : لبثنا يومُا ، ثم نظروا وقد بقيت من الشمس بقية فقالوا : (أَوْ بَعْضَ يَوْم) ، فلما نظروا إلى طُول شعورهم وأظفارهم عَلِمُوا أنهم لبثوا أكثر مِن يوم . وقال ابن عادل الحنبلي في تفسيره : وكأنَّ الذين قالوا : (ربُّكُمْ أعلم بِمَا لَبثْتُم) هم الذين علمُوا بِطُول مُكْثِهم . وقال أيضا : قال المفَسِّرون : إنهم دَخلوا الكهف غُدوة وبَعثهم الله في آخر النَّهار ؛ فلذلك قالوا : يوما ، فلما رأوا الشمس ، قالوا : أو بعض يوم ، فلما نظروا إلى شعورهم وأظفارهم (قَالُوا) : أي ، عَلِمُوا أنَّهم لبثوا أكثر مِن يوم : (قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ) . الثالث : أن هذا بالنسبة لِمَن يَنظر إليهم مِن غيرهم . قال ابن كثير : وقوله تعالى : (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) أي : أنه تعالى ألْقَى عليهم الْمَهَابَة بحيث لا يَقع نَظَر أحَدٍ عليهم إلاّ هَابَهم ؛ لِمَا أُلْبِسُوا مِن الْمَهَابَة والذُّعْر ؛ لئلا يَدْنو منهم أحَد ولا تَمَسّهم يَد لامِس ، حتى يبلغ الكتاب أجله ، وتنقَضي رَقْدتهم التي شاء تبارك وتعالى فيهم ، لِمَا له في ذلك مِن الْحُجّة والحكمة البالغة ، والرحمة الواسعة . اهـ . ولم تتغيّر أجسادهم مع طُول الْمُكث في الكهف ، وطُول النوم . قال ابن كثير : ذَكَر بعض أهل العلم أنهم لما ضَرَب الله على آذانهم بالنوم ، لم تنطبق أعينهم ؛ لئلا يُسرِع إليها البِلى ، فإذا بَقِيت ظاهرة للهواء كان أبقى لها ؛ ولهذا قال تعالى : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ) وقال : وقوله تعالى : (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) قال بعض السَّلَف : يُقَلبون في العام مَرّتين . قال ابن عباس : لو لم يُقَلّبوا لأكَلَتهم الأرض . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 08:51 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى