![]() |
حكم إهداء سورة الفاتحة إلى روح النبي عليه السلام بعد الصلاة ؟
السؤال ما حكم إهداء سورة الفاتحة إلى روح النبي عليه السلام بعد الصلاة ؟ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فضيلة الشيخ اعتادَ كثير من الناس بعد التسليم من الصلاة قراءة الفاتحة و بعدها يقولون : ( أهدي سورة الفاتحة إلى روح سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و إلى أرواح جميع المؤمنين و المؤمنات ) فهل هناك دليل على صحة ذلك ؟ جزاك الله الجنة شيخنا الفاضل و نفعنا بعلمك http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا قراءة الفاتحة بعد الصلاة والْتِزام ذلك مِن البِدَع الْمُحْدَثَة ؛ لأنها لم تَرِد بِطريق صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد مِن أصحابه ، وكذلك الاجتماع على الدعاء بعد صلاة الفريضة . وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : ليس مِن السُّـنَّة قراءة الفاتحة بعد الفريضة لا فُرَادى ولا جماعة . وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : وأما قراءة الفاتحة بعد الصلاة سواء كان ذلك سرا أو جهرا فلا أعلم فيه حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ . ولا يجوز إهداء ثواب الأعمال إلى الأموات ، ولو كان يجوز لَمَا جاز إهداؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام هو الذي دلّ الأمة على كلّ خير ، ومَن دلّ على خير كان له مثل أجور مَن تَبِعَه لا يُنْقِص ذلك مِن أجورهم شيئا . والمشروع في حقّ النبي صلى الله عليه وسلم الإكثار من الصلاة عليه ، فإن مَن صلّى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشر صلوات ، كما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام . وسؤال الله الوسيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْنَا عَشْرًا ، وَإِذَا سَأَلْنَا اللَّهَ لَهُ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْنَا شَفَاعَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَكُلُّ ثَوَابٍ يَحْصُلُ لَنَا عَلَى أَعْمَالِنَا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِنَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِنَا شَيْءٌ ؛ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ دَعَا إلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا " ، وَهُوَ الَّذِي دَعَا أُمَّتَهُ إلَى كُلِّ خَيْرٍ ، وَكُلُّ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ أُمَّتُهُ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ . وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ الصَّحَابَةُ وَالسَّلَفُ يَهْدُونَ إلَيْهِ ثَوَابَ أَعْمَالِهِمْ وَلا يَحُجُّونَ عَنْهُ وَلا يَتَصَدَّقُونَ وَلا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَهْدُونَ لَهُ ؛ لأَنَّ كُلَّ مَا يَعْمَلُهُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ صَلاةٍ وَصِيَامٍ وَحَجٍّ وَصَدَقَةٍ وَقِرَاءَةٍ ، لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْء . اهـ . والمشروع في حقّ سائر الأموات : الصدقة عنهم ، والدعاء لهم . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 01:02 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى