![]() |
ماحكم (إذا كانت الأمور حسب رغباتك فأنت محظوظ وإذا كانت حسب رغبات الله فأنت محظوظ جدا)
السلام عليكم يا شيخ ما رأيك بهذه العبارة ؟ إذا كانت الأمور تجري حسب رغباتك فأنت محظوظ وإذا كانت لا تجري حسب رغباتك فإنك محظوظ جدا جدا لأنها تجري حسب رغبات الله ؟ وجزاك الله خيرا http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . هذه العبارة خاطئة ، ويبدو أنها مُتلقّفَة مِن عبارات الغربيين دون تمحيص ! والخطأ في هذه العبارة مِن وُجوه عِدة : الأول : أن الرغبة لا تُنسَب إلى الله ؛ لِعَدم وُوردها في النصوص ، وإنما تُنسَب إليه الإرادة والأمر والمحبة ونحو ذلك مما وَرَد في النصوص ؛ وذلك لأن رغبات الإنسان منها ما يتحقق ومنها ما لا يتحقق . الثاني : أن كل ما يجري على الإنسان إنما هو بِتقدير الله عَزّ وَجَلّ ، سواء ما يُحبّه الإنسان أو ما يكرهه ، وهذا جزء من عقيدة المسلم ، ومِن أركان الإيمان : الإيمان بالقَدَر خيره وشرِّه . ومن عقيدتهم أيضا : أن الله لم يَخلُق شَرًّا مَحضًا ، يعني : خَالِصًا . فقد كان من دُعائه صلى الله عليه وسلم : والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك . رواه مسلم . الثالث : أن ما يَرغبه الإنسان ليس دائما في صالحه ولا يلزم أن يكون خيرا له ، ولو جَرى حسب رغبته ، كما أن ما يجري بِخلاف رغباته ليس شرًّا له ، كما قال الله تعالى : (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) ، وكما قال عَزّ وَجَلّ : (َعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) . وكَم هي الأمور التي لا يُحبّها الإنسان في ابتداء الأمر ثم يَحْمَد عاقبتها ؟! قال ابن القيم : كم مِن مِحْنة في طَـيِّها مِنحة . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 02:22 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى