![]() |
هل يحق لي السفر للسياحة فقط في دول تكثر فيها الفتن .؟
هل يحق لي السفر للسياحة فقط في دول تكثر فيها الفتن .
علما أنني متأكد أنني سأبتعد إن شاء الله عن الحرام ، والرادع لي ليس ( قوة الوازع الديني ) وإنما خوفا من الأمراض !! طبعا أنا أتحدث باسم الكثير من الشباب . وجزاكم الله خيرا . http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وجزاك الله خيرا لا يجوز السفر لِبلاد الكُفر مِن أجل السياحة ، ولا لِبلاد تكثر فيها الفِتن والمنكَرات ، وتفشو فيها الفواحش والْمُحرَّمات ؛ لأن درء المفسدَة مُقدَّم على جلَب المصلحة ، ولو كان ذلك في العبادات . ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لِرجل أن يَفِي بِنذْرِه في موضع مِن المواضِع حتى تأكّد أن ذلك الموضع ليس فيه محذور ؟ روى أبو داود من حديث ثابت بن الضحاك قال : نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَنْحَر إبلاً ببوانة ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني نذرتُ أن أنْحَر إبلاً ببوانة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل كان فيها وَثَن من أوثان الجاهلية يُعْبَد ؟ قالوا : لا . قال : هل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ قالوا : لا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوْفِ بِنَذْرِك ؛ فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ، ولا فيما لا يملك ابن آدم . والشاهد من ذلك أن دفْع الْمَفْسَدَة مُقدَّم على جلب المصلحة . هذا لو تصوّرنا أن السفر للسياحة لِمثل تلك البلاد فيه مصلحة ! بل يَظْهر أن مفاسِده مُتحققة ! وليست الْمَفْسَدَة فيما يتعلّق بِهَتْك الأعْرَاض ، ولا فيما يَتعلَّق بِشُربِ الخمور فَحَسْب ، بل تتعدّى إلى العقيدة ، مِن مُداهَنة للكُفَّار ، وموالاة لأعداء الدِّين ، بل قد يفعل بعض المسافِرين بعض الشعائر التعبدية للكُفَّار من حيث لا يشعر ! وأقلّ ما في تلك الأسفار أن يألف الإنسان الْمُنكَر ، وتَهُون في عينيه الْمُنكَرات ! حتى سمعنا بعض من أتى من بلاد الكُفَّار يستهين بما عند الناس مِن مُنكَرات ! ولو افترضنا أن شَخْصًا قال : أنا أملِك نِفسي ، وأعْرِف نفسي ، وأنا سأبتعِد عن الْحَرام . فيُقال له : ومن الذي يضمن نفسه أن لا يقع في الْحَرام ، ولا يَفْتَتِن ؟ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الدَّجَّال : مَن سَمِع بالدَّجال فَلْينأ عنه ، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مُؤمن ، فيتبعه مما يَبعث بِه من الشُّبهات . رواه أحمد وأبو داود . وقصدي من ذلك أن الشخص قد يظن أنه على درجة من الإيمان فيأتي إلى مواطن الشُّبهات فيزل ويقع من حيث لا يشعر . وأمْر آخر ، وهو أن الشخص متى ما اعتمَد على نفسه وجُهْدِه - وكما يُقال : وَثَق بِنفسِه - خُذِل ، وأُتِي من حيث لا يشعر . وكما قيل : مِن مأمَنِه يُؤتَى الْحَذِر ! ثم إن من يقول مثل ذلك القول يُزَكِّي نفسه ، ولو مِن طرْف خَفِيّ ، وقد قال الله تعالى : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) فلا يجوز السفر إلى بلاد الكُفر ولا إلى بلاد العُهر لأجل السياحة ، وقد جَعل الله للمسلم من أمْرِه يُسْرا . وهنا : حكم السفر للسياحة إلى دول الخليج وإلى أي بلد لا يحكم بالشريعة الإسلامية ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16526 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 09:58 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى