![]() |
هل صِفَة الشمّ مِن صفات الله تبارك وتعالى ؟
إلى الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله وأثابه
السؤال : هل صفة الشم الله صفة وما معني ( ريح أطيب عند الله من ريح المسك ) ؟ أرجو منكم توضيح ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ حفظك الله ورعاك . سبيل أهل العلم من أهل السنة أنهم يُثبتون لله ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويَنْفُون عنه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويسكتون عمّا سُكت عنه . قال ابن أبي العزّ رحمه الله : وليس لنا أن نصف الله تعالى بما لم يَصِف به نفسه ولا وَصَفه به رسوله نَفيا ولا إثباتا ، وإنما نحن متبعون لا مبتدعون . فالواجب أن ينظر في هذا الباب - أعني باب الصفات - فما أثبته الله ورسوله أثبتناه ، وما نَفَاه الله ورسوله نَفَيناه ، والألفاظ التي ورد بها النص يُعْتَصَم بها في الإثبات والنفي ، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني ، وننفي ما نفته نصوصهما من الألفاظ والمعاني ، وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تطلق حتى ينظر في مقصود قائلها ، فإن كان معنى صحيحا قُبِل ، لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص دون الألفاظ المجمَلة إلاَّ عند الحاجة مع قرائن تُبَيِّن المراد والحاجة ، مثل أن يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يُخَاطَب بها ، ونحو ذلك . اهـ . وقد ذَكَر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن بعض أهل الحديث أثبتوا ما جاء به السَّمْع مِن اللمس ، دون الشَّمّ والذَّوق . اهـ . وإثباتها يَحتاج إلى دليل مِن الكتاب أو مِن السُّنّة . وأما ما في الحديث مِن ذِكر ريح وطِيبها عند الله ؛ فهو إنما يكون في الجزاء يوم القيامة ، وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : والذي نفس محمد بيده لَخُلوف فَم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة مِن رِيح المسك . وهو كذلك بالنسبة للشهيد : والذي نفسي بيده لا يُكْلَم أحد في سبيل الله - والله أعلم بِمَن يُكْلَم في سبيله - إلاّ جاء يوم القيامة واللون لون الدم ، والريح ريح المسك . رواه البخاري ومسلم . قال ابن القيم : إذا كان يوم القيامة ظَهَر هذا الطِّيب للعباد وصار علانية ، وهكذا سائر آثار الأعمال مِن الخير والشر . وإنما يَكمل ظهورها ويصير علانية في الآخرة ، وقد يَقوى العمل ويتزايد حتى يَستلزم ظهور بعض أثَره على العبد في الدنيا في الخير والشر ، كما هو مشاهد بالبَصَر والبصيرة . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 06:18 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى