ارتكبتُ كل الكبائر " أشركتُ بالله وسجدت لغيره وزنيت زنا محارم وغيرها " فهل لي من توبة؟
 

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن أطيل الحديث عليكم أنا سأكتب جميع الكبائر التي ارتكبتها
أشركت بالله تعالى وسجدت لغيره ، زنيت <زنا المحارم> ، سرقت أكثر من مرة ، سرقت مال أحد الأيتام ، أنا عاق لوالدي ، لا أصلي ولا حتى يوم الجمعة ، خنت أكثر من شخص أمارس العادة السرية ، وفعلت كثيرا من الذنوب ولا أذكرها جميعا ولكن أحب أن ألفت نظركم إلى أني رأيت الرسول محمد عليه السلام مرتين في منامي أول مرة ذهبت معه إلى الجهاد وأطعمني
والمرة الثانية أظن أني شرعت بقتله وسؤال وآسف على طيلة الكلام
_هل يمكن لشخص مثلي ارتكب كل هذه الكبائر أن يغفر الله له ؟ هذا السؤال يراودني كثيرا حتى أني أشعر أني إذا دخلت إلى المسجد مثلا أني قد أنجسه وأشعر أني في جهنم لا محال
هذا هوا سؤال وشكرا لكم على أي حال

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نَعم ، ومَن يَحول بينك وبين التوبة ، وباب التوبة مفتوح .

أعظم الخطايا وأقبح الذنوب هو الشرك بالله عزَّ وَجَلّ ، والله يغفر لِمَن تاب منه .
بل إن الله عزَّ وَجَلّ نادى الذين قالوا قولا عظيما تكاد السماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدًّا ، الذين زعموا له الصاحبة والولد ؛ ناداهم بقوله : (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .

ونادى المسرفين على أنفسهم فَجَمع بين ذِكر المغفرة مرتين والرحمة مرّتين ، فقال : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) .

ومن تاب تاب الله عليه ، والتوبة تهدم وتَجُبّ ما قبلها ، بل إن مِن كَرَم الله أن تُبدَّل سيئاته حسنات إذا حسنت توبته .
قال تبارك وتعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا)

وأعظم من الذَّنْب أن يَظنّ العبد أن الله لا يغفر له .

وما كان مِن حقوق الله فإن الله يغفرها بالتوبة النصوح ، وما كان مِن حقوق الناس فإن استطعت أن تتحلّل منهم ، أو تُؤدِّي الحقوق إلى أهلها ، فافعل ذلك . وإن عَجزت وعَلِم الله صِدق توبتك وَفَّقك لِما فيه إرضاء الخصوم .

وعليك الإحسان فيما بقي ، سواء في تعاملك مع الله أو مع الناس ، فإن الحسنات يُذهِبن السيئات .

وأحسن إلى والديك أو أحدهما إن كان حيًّـا .

واقرأ هذا :
اِعترِف أحسن لك .. !
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/3.htm


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض