![]() |
كيف أفرِّغ قلبي لحُبّ الله ؟ وهل المطلوب مِن المُسلِم أن يترك كلّ الدُّنيا وملذاتها ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل أحسن الله إليك ورفع قدرك سؤال حيرني وأتعبني حاولت التغلب على نفسي فيه مرارا ولكن لم أفلح ففي كل مرة تكون لها الغلبة , عانيت منه كثيرا ولا زلت أعاني , أشغل نفسي , بكل ما كنت أحبه سابقا ولكن لا أستطيع الاستمرار سؤالي لو تكرمت لي شيخي الفاضل :كيف يفرغ الإنسان قلبه لحب الله ؟ كيف أرى الدنيا بحقيقتها ؟ لا بعيني فقد أخذت مني أكبر من حقها ومن جهدي ووقتي فقد حاولت مرارا ولن أيأس بإذن الله ولكن ربما طريقي الذي سلكته لذلك خطأ فكيف أبدأ حفظك الله ؟ فقد أتعبتني الدنيا وملأت قلبي أسأل الله أن لا يميتك إلا على لا إله إلا الله http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . الدنيا لا تُذَمّ لِذاتها ، ولا يُذمّ طَلب الدنيا إذا كان مِن أجل الاستغناء عن الناس والاستعفاف عمّا في أيديهم ، وإنما يُذَمّ التهافت عليها ، وأن تكون هي همّ الإنسان ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : مَن كانت الآخرة هَمّه جَعل الله غِناه في قَلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي رَاغِمة، ومن كانت الدنيا هَمّه جَعل الله فَقْره بين عيينه ، وفَرَّق عليه شَمْله ، ولم يأته مِن الدنيا إلاَّ ما قُدِّر له . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني بمجموع طُرُقه . قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيُّ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُفيان الثَّوْرِيِّ يُشَاوِرُهُ فِي الحَجِّ . قَالَ: لاَ تَصْحَبْ مَنْ يُكرَمُ عَلَيْكَ ، فَإِنْ سَاوَيتَه فِي النَّفَقَةِ أَضَرَّ بِكَ ، وَإِنْ تَفَضَّلَ عَلَيْكَ اسْتَذَلَّكَ . وَنَظَرَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَفِي يَدِهِ دَنَانِيْرُ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ! تُمْسِكُ هَذِهِ الدَّنَانِيْرَ ؟! قَالَ : اسْكُتْ ، فَلَوْلاَهَا لَتَمَنْدَلَ بِنَا المُلُوْكُ ! قَالَ : قَدْ كَانَ سُفْيَانُ رَأْساً فِي الزُّهدِ ، وَالتَّأَلُّهِ ، وَالخَوْفِ ، رَأْساً فِي الحِفْظِ ، رَأْساً فِي مَعْرِفَةِ الآثَارِ ، رَأْساً فِي الفِقْهِ ، لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ . انتهى مِن سِيَر أعلام النبلاء للذهبي . فلم تضرّه الدنيا ، ولا كثرتها . وكذلك كان الإمام ابن المبارك ، كان مِن أصحاب الأموال ، وكان عالِما مُجاهِدا . وهذا هو شأن الصالحين : أن تكون الدنيا في أيديهم ولا تكون في قلوبهم . وسبق : هل كثرة الدعاء بأمور الدنيا يدخل في حب الدنيا ونسيان الآخرة؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9141 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 07:26 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى