منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم السنـة النبويـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=24)
-   -   أرجو شرح حديث : مَن تعلم العلم ليباهي به العلماء ، أو يُماري به السفهاء ... (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9423)

ناصرة السنة 23-09-2012 10:39 AM

أرجو شرح حديث : مَن تعلم العلم ليباهي به العلماء ، أو يُماري به السفهاء ...
 

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أرجو شرح هذا الحديث
قال صلى الله عليه وسلم (من تعلم العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه ، أدخله الله جهنم)
وجزاك الله الفردوس الأعلى

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

أن يكون قصده مِن تعلّم العِلْم مثل هذه المقاصد ، فلا يكون طلب العِلْم الشرعي خالصا ، فيُعذّب به .

قال ابن رجب : حب التفرُّد عن الناس بِفِعْل دِيني أو دنيوي : مذموم ، قال الله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا) ... وفي الحديث المشهور في " السنن " : " من تعلم العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يَصرف به وُجوه الناس إليه ؛ فليتبوأ مقعده من النار . اهـ .

وقال المناوي : " من ابتغى العلم " أي : طَلَب تعلّمه ، " ليباهي به العلماء" أي : يُفاخرهم ويُطاولهم به ، " أو يماري به السفهاء" ، أي : يجادلهم ويخاصمهم ... فتأويل الحديث أن يكون تهديدا أو زَجْرًا عن طلب الدنيا بِعمل الآخرة . وعَدّ الذهبي تَعَلّم العِلْم لشيء مما ذُكر مِن الكبائر . اهـ .

وهذا الحديث في التحذير من طلب العِلْم الشرعي لغير وجه الله .
قال صلى الله عليه وسلم : مَن تَعَلَّم عِلْمًا مما يُبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلاَّ ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة . يعني ريحها . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه .
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن أول من تسعّر بهم النار ، فذكر منهم من طلب العلم لغير الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه :
رجل استشهد فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت . قال : كذبت ، ولكنك قاتلت لأن يُقال جريء ، فقد قيل ، ثم أُمِر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار .
ورجل تعلّم العلم وعلمه ، وقرأ القرآن فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته ، وقرأت فيك القرآن . قال : كذبت ، ولكنك تعلمت العلم ليُقال عالم ، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار .
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك . قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال هو جواد ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار . رواه مسلم .

وقال عليه الصلاة والسلام : بَشِّر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض ، فمن عَمِل منهم عَمل الآخرة للدنيا لم يَكن له في الآخرة نَصِيب . رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وصححه ، وهو صحيح .

وسبب ذلك أن العِلْم الشرعي يجب أن يقود صاحبه إلى الله ، ما قال منصور بن المعتمر رحمه الله : لقد طلبنا العِلم وما لنا فيه تلك النية ثم رَزق الله فيه بَعْد . قال مندل : يقول : رزق الله بعد البَصَر . يقول : كنا أحداثا .
وقال ابن المبارك رحمه الله : طلبنا العلم للدنيا فَدَلَّنَا على ترك الدنيا .

وأما العلم الدنيوي ، كالعلوم الطبيعية ( كالطب والهندسة ونحوها ) فهذه سبق الجواب فيها هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3717

وهنا :
ما حكم العبادة من أجل تحقيق آمال وأهداف دنيوية ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14560

كيف يكون الصدق مع الله تعالى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9093

ما رأيك بالناس الذين يبحثون عن الشهرة ؟ وما فائدتهم من وراء ذلك ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9094

يعمل معلّما ويُحب ثناء الطلاب والآخرين عليه ويخشى أنّ هذا رياء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5091

ما هو حب الشهرة المحرم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15058

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 04:11 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى