![]() |
هل الصحيح أنه ناقل الكُفر ليس بِكافر ؟
هل الصحيح أنه ناقل الكُفر ليس بِكافر ؟ أو : فاعل الكفر ليس بِكافر ؟ http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : لا تَصِحّ واحدة منهما على إطلاقها . لأن ناقِل الكفر يُشْتَرَط فيه أن لا يكون راضيا به ، أي : أنه مُجرَّد ناقِل . وهذا الذي يقول فيه العلماء : ناقِل الكُفر ليس بِكافر . فَهُم يقصدون : مع عدم الرضا به . أما إذا رَضِي بالكُفر ، فهذا على خطر عظيم ؛ لأن الرضا بالكُفر كُفْر . وما يدخل في هذا الباب : الروايات والقصص التي يخترعها أصحابها ، وفيها الكفر الصريح ، وهم يقولون : إنهم مُجرّد نَقَلَة وقُصّاص ! وهذا لا يُسيغ لهم نَقْل الكُفر ؛ لأنه مِن بنات أفكارهم . تمثيل أدوار الكفار ، سواء من اليهود والنصارى أو غيرهم مِن أمم الكُفر ، وقد يتلفّظ أحدهم بالأقوال الكُفرية ، وهو يعلم بها ، وقد يقول : ناقل الكُفر ليس بِكافر . وهذا غير صحيح ، ولا مُسوِّغ له ، ولا يُعذر به . ومثله : لبس ملابس تشتمل على الصُّلْبَان ، أو شِعارات الكفار الخاصة بهم أيًّا كانت . وفاعِل الكُفر قد يُعذَر بِجهله ، فلا يكون كافرا ، حتى تُقام عليه الحجة ، وتنتفي عنه الموانع ، ولذلك عَذَر النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل حينما سَجَد للنبي صلى الله عليه وسلم . ولذلك يُقرِّر العلماء : أنه ليس كل مَن وقع في الكُفر كافر ، وليس كل من وقع في البدعة مُبْتَدِع. لأن الإنسان قد يقع في مثل ذلك وهو لا يشعر ، أو يكون جاهلا بالحكم ، بِخلاف مَن تعمّد ذلك . وهذا في الغالب فيما يُعذر الإنسان فيه بالجهل ، أو يصدر مِن إنسان حديث عهد بإسلام ، أو إنسان نشأ في بادية . أما العلوم مِن الدِّين بالضرورة فلا يُعذر فيه بالجهل . وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : لا يُعذر المكلف بعبادته غير الله أو تَقَرّبه بالذبائح لغير الله ، أو نذره لغير الله ونحو ذلك مِن العبادات التي هي مِن اختصاص الله إلاَّ إذا كان في بلاد غير إسلامية ولم تبلغه الدعوة ، فيعذر لعدم البلاغ لا لِمُجَرّد الجهل ؛ لِمَا رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " ، فلم يَعذر النبي صلى الله عليه وسلم مَن سَمِع به ، ومن يعيش في بلاد إسلامية قد سَمِع بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا يُعذر في أصول الإيمان بِجَهْلِه . اهـ . وسبق : حُكم وضع سلسلة على الرقبة تحمل علامة الصليب http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=746 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 01:45 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى