![]() |
إذا تعددت الفتيا حول أمر فأيّ الفتاوى أعملُ بها ؟
السؤال إذا تعددت الفتيا حول أمر واحد واختلف العلماء حول حكمه كل منهم له رأي في هذه الحالة مالعمل ؟ وهل أفهم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " استفتي قلبك وان افتاك الناس وأفتوك " انه يجدي في مثل هذه الحالة من اختلاف العلماء ؟ http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : عند اختلاف الفتوى يُنظر في الْمُفْتِي ؛ فيؤخذ برأي الأكثر وَرَعًا وتَقْوى وتَحَرِّيًا للدليل ولاتِّبَاع الكتاب والسنة فإن تساووا يُنظر في أصول الشريعة فإن كان الأمر يدور بين تحليل وتحريم ، فإن المسلم يحتاط لِـدِينه عَمَلاً بقوله عليه الصلاة والسلام : الحلال بيّن ، والحرام بيّن ، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقي المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام . رواه البخاري ومسلم . ومعنى " استبرأ لدِينِه وعِرضِه " : أي طلب البراءة والسلامة لِدِينِه وعِرضِه . ولأن العلماء يُغلّبون جانب الحظر والمنع . وتأتي مسألة ما يحيك في الصدر كما قال – عليه الصلاة والسلام – للنواس بن سمعان : البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في صدرك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس . قال ابن عمر رضي الله عنهما : لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر . رواه البخاري تعليقاً . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : الإثم حوازّ القلب . أي أنه يبقى له أثر ويحـزّ في القلب وفي النفس ويتردد ولا يرتاح من فعله وإن أخذ بفتوى من أفتاه ولذا قال عليه الصلاة والسلام لوابصة بن معبد رضي الله عنه : جئت تسألني عن البر والإثم ؟ قال : قلت : نعم . فجمع أصابعه الثلاث ، فجعل يَنْكُت بها في صدري ويقول : يا وابصة اسْتَفْتِ نَفْسَك ؛ الـبِرّ ما اطمأنّ إليه القلب ، واطمأنت إليه النفس ، والإثم ما حَاك في القلب وتَرَدَّد في الصدر ، وإن أفتاك الناس . رواه الإمام أحمد وغيره . فما تردد في النفس يُترك لقوله عليه الصلاة والسلام : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ؛ فإن الصدق طمأنينة ، وإن الكذب ريبة . رواه الإمام أحمد وغيره . وعلى سبيل المثال : مسألة تصوير ذوات الأرواح بآلات التصوير الحديثة ( الكاميرات ) وقع الخلاف فيها فإذا أجرينا القاعدة السابقة أخذنا بقول مَن مَنع منه ، ومَن قال بالتحريم طلبا للسلامة ؛ ولأن الأدلة تؤيد الحظر والمنع . ولشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة بعنوان : رفع الملام عن الأئمة الأعلام تكلم فيها عن خلاف العلماء ، وعن أسبابه وموقف المسلم تجاه الخلاف . وأما اختلاف العلماء فهو رحمة من حيث أن الإنسان إذا وقع في خطأ ما في مسألة معيّـنة فإنه يوجد له رُخصة من هذا الباب . وإلا فإن الخلاف شــرّ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه . وسبق : كيف يمكن لي اختيار الفتوى الصحيحة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5440 كيف يُردّ على مَن يقول ( استفتِ قلبك و إن أفتاك الناس ) ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5439 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 09:22 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى