![]() |
هل الكبائر تحتاج إلى توبة خاصة ؟وتسمية الذنب؟
شيخنا الفاضل هل الكبائر تحتاج إلى توبة خاصة ؟ وهل يشترط في هذه التوبة تسمية الذنب كأن يقول : أتوب إلى الله من الغيبة أو الزنا .. وما شابه ذلك ؟ وماذا لو تاب العبد توبة عامة من كل الذنوب هل يدخل فيها الكبائر ؟
أحسن الله إليكم ونفع بكم http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : آمين ، ولك بمثل ما دعوت . مَن تاب توبة عامة مِن كُلّ الذنوب ، ونوى بها الكبائر ، فإن توبته صحيحة ، ولا يلزم ذِكر كل ذَنْب والتوبة منه ، إلاّ أن يكون مُصِرًّا على ذَنْب مِن الذنوب ، فإن التوبة لا تَصِحّ مع الإصرار على الذنب . وتَصِحّ التوبة مِن ذَنْب مع الإصرار على آخر ، لِعُموم قوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ . رواه البخاري ومسلم . ولقوله عليه الصلاة والسلام : التائب مِن الذَّنْب كَمَن لا ذَنْب له . رواه ابن ماجه ، وحسّنه ابن حجر والألباني . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَنْ تَابَ تَوْبَةً عَامَّةً كَانَتْ هَذِهِ التَّوْبَةُ مُقْتَضِيَةً لِغُفْرَانِ الذُّنُوبِ كُلِّهَا ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَحْضِرْ أَعْيَانَ الذُّنُوبِ إلاّ أَنْ يُعَارِضَ هَذَا الْعَامَّ مُعَارِضٌ يُوجِبُ التَّخْصِيصَ مِثْلُ أَنْ يَكُونَ بَعْضُ الذُّنُوبِ لَوْ اسْتَحْضَرَهُ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ ؛ لِقُوَّةِ إرَادَتِهِ إيَّاهُ أَوْ لاعْتِقَادِهِ أَنَّهُ حَسَنٌ لَيْسَ بِقَبِيحِ ، فَمَا كَانَ لَوْ اسْتَحْضَرَهُ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ لَمْ يَدْخُلْ فِي التَّوْبَةِ . وقال : الإِنْسَان قَدْ يَسْتَحْضِرُ ذُنُوبًا فَيَتُوبُ مِنْهَا ، وَقَدْ يَتُوبُ تَوْبَةً مُطْلَقَةً لا يَسْتَحْضِرُ مَعَهَا ذُنُوبَهُ ، لَكِنْ إذَا كَانَتْ نِيَّتُهُ التَّوْبَةَ الْعَامَّةَ فَهِيَ تَتَنَاوَلُ كُلَّ مَا يَرَاهُ ذَنْبًا ؛ لأَنَّ التَّوْبَةَ الْعَامَّةَ تَتَضَمَّنُ عَزْمًا عَامًّا بِفِعْلِ الْمَأْمُورِ وَتَرْكِ الْمَحْظُورِ ، وَكَذَلِكَ تَتَضَمَّنُ نَدَمًا عَامًّا عَلَى كُلِّ مَحْظُورٍ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 11:50 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى