![]() |
هل الاستماع للشاكي وهو يتحدث عن المشكو منه بِنِيّة الإصلاح يعتبر من الغيبة ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل بارك الله فيك .. تظل أسئلتي حول الغيبة كثيرة وأتمنى أن يتسع صدركم للإجابة عليها .. لأنها تلتبس علي في الكثير من الأمور ويعلم الله قـدر المشقة والوسواس الذي بدأت أقع فيه بسببها .. شيخنا الفاضل هل يعتبر غيبـة أن يحدثني شخص بعصبية عن موقف تعرض له ويكون مسترسلا في حديثه للدرجة التي لا يكون لي معها فرصة للرد عليه فأجدني وقـد تدرجت معه في الموضوع حتى ينتهي .. ومن ثم أحاول قدر المستطاع إن أصلح الموقف وأنصحه وأهدئ من غضبه لكي لا يتعامل مع الأمر بسلبية واندفاع ويقع في الخطأ .. ويعلم الله أني لا أسعى إلا للإصلاح حتى ولو علمت خطأ في الطرف الآخر فإني لا أعمل على ذكر ذلك أمام الطرف الشاكي بل أحاول تهوين الأمر وتبسيطه في عينه ومحاولة نصحه بالتسامح والتغاضي وكظم الغيظ .. وبعدها أنبه الطرف المخطئ بخطئه لوحدنا وبدون علم الآخرين .. المشكلة أني لا أعلم إن كان استماعي للطرف الشاكي يعتبر غيبة خاصة أن الحياة لا تكاد تخلو من هذه الأمور ومن هذه النوعية التي تأتينا بالشكاوى من حيث لا ندري فإن منعناهم من الكلام أساؤوا التصرف وإن استمعنا لهم خفنا من الوقوع في الغيبة .. ولو اجتهد المرء لنفسه وحاول قدر المستطاع أن يبتعد عن كل ما يشك في أنه من الغيبة .. لا يستطيع التحكم بالناس من حوله ..فهل يجب أن أستمع لهم وأنصحهم وأحاول تقويم الأخطاء .. أم أطلب منهم الامتناع عن الكلام تماما .. وإليك شيخي الفاضل مثال على الأمور التي تلتبس علي :.. مثلا عندما يدخل علي أحدهم بشكوى عن سوء تصرف شخص آخر ويأخذ في انتقاد تصرفه كأن يقول :.. فـلان لا يحـلو لـه استخدام الجهاز الفلاني إلا حينما يراني قد هممت باستخدامه .. أو أن يقـول :.. فـلان يظل دائمـا وأبـدا لا يراعي إلا نفسه .. ولا يفكر إلا في راحته ولا يرى الحق إلا بعين حاجتـه هو فقط .. بدون مراعاة للآخرين .. هنـا وفي هذه الحال .. هل أستمع إلى الشاكي وأنصحه أم أمنعه من الكلام نهائيا .. واسمح لي يا شيخ على كثرة أسئلتي حـول الغيبة .. إنمـا هي الرغبة في الحيطة .. وجزاك الله الجنة ووالديك وبارك فيك ورفع منزلتك .. وغفر ذنبك .. اللهم آمين .. الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . لا يكون هذا من الغيبة إذا كان بِقصد الإصلاح ، والشاكي لِمن يملك تغيير الأمر أو النصح ، لا يُعتبر مُغتابا لغيره . قال الإمام البخاري : باب مَن شَكا إمامه إذا طوّل . قال ابن أبي شريف : القَدْح ليس بِغِيبةٍ في سِتةٍ *** مُتظلم ومعرّف ومحذّر ولمظهر فِسْقاً ومُستفتٍ *** ومن طلب الإعانة في إزالة منكر وإذا كنت كما ذكرت من السعي إلى إصلاح ذات البيْن ، وتقريب القلوب ، والنصح ؛ فأنت على خير ، وفي خير ، ووفّقك الله لكل خير . قال شعبة : الشكاية والتحذير ليسَا مِن الغِيبة . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " ، ثم قال البيهقي : وهذا صحيح ، فقد يُصيبه مِن جِهة غيره أذى فيشكُوه ، ويَحكي ما جَرى عليه مِن الأذى فلا يكون ذلك حَرَامًا ، ولو صَبر عليه لكان أفضل ، وقد يكون مُزَكِّيا في رواة الأخبار والشهادات ، فيخبر بما يعلمه من الراوي أو الشاهد ليُتَّقَى خبره ، وشهادته فيكون ذلك مباحا . اهـ . وعلى كُلّ حال : على الإنسان الْحَذَر مِن الاسترسال في هذه الأمور ؛ لأن الشيطان يُزيّنها ، وربما ألبَسَها لبوس الإصلاح ! وسبق :هل مِن الغيبة أن تذكر الفتاة مواقِف صاحباتها المخطئات ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11403 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 09:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى