![]() |
هل يجوز قول (الله هو الذي كتب قصة حياتك فتأدب عندما ترويها) ؟
السلام عليكم شيخنا هل القول التالي يجوز ؟ لو قال قائل : (الله) هو الذي كتب قصة حياتك فتأدب عندما ترويها ؟ وجزيتم خيرا http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا هذا لا يصح معنى ولا مبنى ؛ فلا يصح من جهة المعنى ، ولا يصح من جهة اللفظ . فمن جهة اللفظ ؛ فيه سوء أدب مع الله . ومِن جهة المعنى ؛ فإن حياة الإنسان وما فيها من أحداث ليست كلها مما يُحبها الله ويريدها إرادة شرعية ، فإن الله جعل للإنسان إرادة ومشيئة واختيارا ، وإن كانت داخلة تحت مشيئة الله وإرادته . ولذا لا يصح أن يُقال : إن الله أراد حياة هذا الإنسان كما هي ؛ لأن الله عزَّ وَجَلّ لا يُريد المعصية إرادة شرعية ، ولا يُحبها ولا يرضاها ، ولذلك نهى عنها . فيكون الإنسان هو المسؤول عنها . ولذلك قال الله عزَّ وَجَلّ في الحديث القدسي : يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ . رواه مسلم . قال ابن رجب رحمه الله : وَقَوْلُهُ : " فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلا يَلُومَنَّ إِلاّ نَفْسَهُ " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ مِنَ اللَّهِ فَضْلٌ مِنْهُ عَلَى عَبْدِهِ، مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ لَهُ، وَالشَّرُّ كُلُّهُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ آدَمَ مِنَ اتِّبَاعِ هَوَى نَفْسِهِ ، ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) ، وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لا يَرْجُوَنَّ عَبْدٌ إِلا رَبَّهُ، وَلا يَخَافَنَّ إِلا ذَنْبَهُ ، فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ إِذَا أَرَادَ تَوْفِيقَ عَبْدٍ وَهِدَايَتَهُ أَعَانَهُ وَوَفَّقَهُ لِطَاعَتِهِ، فَكَانَ ذَلِكَ فَضْلا مِنْهُ، وَإِذَا أَرَادَ خِذْلانَ عَبْدٍ، وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، فَأَغْوَاهُ الشَّيْطَانُ لِغَفْلَتِهِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا، وَكَانَ ذَلِكَ عَدْلا مِنْهُ، فَإِنَّ الْحُجَّةَ قَائِمَةٌ عَلَى الْعَبْدِ بِإِنْزَالِ الْكِتَابِ، وَإِرْسَالِ الرَّسُولِ ، فَمَا بَقِيَ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 02:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى