منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم الأسرة المسلمة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=13)
-   -   والداي يفرقون في التعامل بيني وبين إخوتي الذكور (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9618)

راجية العفو 29-09-2012 09:36 PM

والداي يفرقون في التعامل بيني وبين إخوتي الذكور
 

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم حفظك الله
هذا سؤال لإحدى الأخوات
أنا فتاة اتقي الله وأطيع أوامره وأجتنب نواهيه ومتبعة للنبي صلى الله عليه وسلم خير اتباع وكنت أطيع والديّ ولا أعصيهما أبدا ولكن ما عدت أحتمل تعاملها لي فهما لا ينصفاني أبدا بل لا يحباني ولا تقولوا أنه لا يوجد والدان لا يحبان أولادهم بل يوجد والداي منهم وهم يفرقون بين الولد والبنت ... ما ذنبي أني بنت ؟؟؟ هل أنا خلقت نفسي بنت حتى أُظلم ولا يكون لي أي حقوق ؟
والله إني كنت من أبر الناس لهما وأعينهما ولكنهم مقصرون في حقوقي ويشتماني كثيرا على أتفه الأسباب بل إذا كنت مريضة ونفسيتي غير مرتاحة _ وهذه الحالة طبيعية تمر بها كل النساء كل شهر _ لا يعذروني أبدا وأمي وهي تعلم أني أتعب في هذه الأيام لا تعذرني بل تسبني بصوت مرتفع وهذا يزيد قهري وألمي , والله هم لا يبخلون على أخواني الذكور أبدا ويعطونهم من المال القدر الذي يطلبونه ويفضلونهم علي أما أنا محتاجة ولا يعطوني ولا يكفوني حاجتي وهم يملكون مالا فلو كانوا لا يملكون لصمت وصبرت ولكنهم معهم, يعطون أخي كلما أراد كسوة نفسه ما يكسي ثلاثة وأكثر وأنا محتاجة حقيقة وليس عندي وصابرة عليهم من سنوات ولا يريدون أن يعطوني .... من أين آتي بالمال أنا ؟ فأنا لا أعمل ... لا أخفي أني شعرت بأني ذليلة ومهانة لأني بأمس الحاجة وأني لا أجد ما ألبس ولا ما يسد أهم حاجاتي وأقرب الناس لي يملكون ولا يعطوني بل والله يعيرونني بأنهم يطعمونني فيكفيني أنني آكل بالبيت ,,, حتى أنهم قالوا : ( أما يكفيك أننا نسمنك لزوجك ؟!) وعندما أقول لهم أخواني أيضا يأكلون في البيت , يقولون : (أنت لست لنا أما الأولاد فلنا ), والله لو أطلبهم مبلغ بسيط لأشتري به حاجة ضرورية يقولون ليس معنا وبنفس اللحظة يطلب أخي أضعاف أضعاف المبلغ يعطونه مباشرة بلا كلام ,,, هذا غير ما ذكرت من قبل من سب وإهانة وبغض لي والدعاء علي بالموت حتى أني تمنيته مما لاقيته منهم لأرتاح منهم
والله إني أكتب وعيناني مليئة بالدمع وقلبي محترق منهم ومن تصرفاتهم . ما عدت أحبهم ولا أريدهم والمشكلة أني لا أنال رضا ربي إلا برضاهم .... أليس من صفات الله العدل وأنا أقوم بكل ما وجب علي وأني لا أضيع قيام الليل أبدا وأكثر من الطاعات فكيف أخسر أجر كل هذا من أجل والديّ وهما لا ينصفاني ؟
والله إني اشعر أن الدنيا ضاقت في وجهي وما عدت أجد ملاذا لي لأني أشعر أن الله غاضب علي لأجلهم فأين أذهب بنفسي ولمن ألجأ تعبت منهم .. قهروني وأذلوني وأحرقوا قلبي وغيروا طبعي فأصبحتُ انطوائية لا أحب الجلوس مع أحد ولا أبتسم ولا أعرف طعم السعادة من تصرفاتهم معي أنا ما عدت أحبهم وأصبحت قاسية معهم هذه الأيام وما عدت أريدهم ولن آخذ منهم شيئا أبدا إن فكروا أن يعطوني حتى أني والله ما عدت آكل إلا القليل لأسند نفسي وليس لي نفس أن آكل من طعامهم الذي فيه السم من كلامهم ولكني مجبرة على هذا وإلا كيف سأعيش لكني لا أريد أن يعاقبني ربي على هذا وأنا سأصبر حتى ألقاه وهل سيسألهما الله عن حقي أم لأنهما والدان لهما كل الحق في التصرف
رزقك الله الجنة وزيادة ونفع بك


http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
ونسأل الله لأختنا فَرَجًا عاجلا ، وتسخيرا يُرضيها .

لا يجوز للوالدين التفريق بين أولادهم في العطايا ، ولا في النفقة الواجبة إلاّ بِقَدْر ما تتفاوت نفقات الأنثى عن نفقات الذَّكَر ، ويجوز لهم التفريق بين الذكر والأنثى في الهِبات بحيث تُعْطَى البنت نصف ما يُعطَى الابن . وهذا في الهِبات ، وليس في النفقة الواجبة .

ولا تجوز مثل تلك القسوة ، ولا مثل ذلك التعامل ، ولا مثل ذلك التفريق في المعاملة .

وقد يكون الأمر فيه مُبالغة في بعض الأحيان ، فإني أرى وأسمع بعض ما يُقال ، ولا أجد لبعضه حقيقة مِن دعوى التفرقة ، إلاّ ما يتصوّره البعض بأن الأهل يُفضِّلون غيرنا علينا !

ومهما يكن مِن شيء ، ولو كان التفضيل حقيقة ، فلا يجوز أن يكون حَامِلا لِصَاحبه على العقوق ، ولا على التقصير في أداء ما وَجب عليه ، فإن على الإنسان أن يُؤدِّي ما وَجَب عليه ، وأن يسأل الله الحقّ الذي له ؛ لأن كل إنسان سوف يُسأل عَمَّا وَجَب عليه .

ولعل صاحبة المشكلة تبحث عن مفتاح والدها أو والدتها ، مِن عمّ أو خال أو قريب بحيث يُكلَّم ثم يُكلِّم والديها أو أحدهما ، مِن أجل إحسان معاملتها ، والعدل والإنصاف في معاملتها .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



الساعة الآن 06:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى