![]() |
هل يجوز أن نلعن الكافر ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يجوز أن نلعن الكافر ؟ وأن نلعن الكافر الذي تعرضنا لظلمه وأذيته ؟ وهل يجوز لعن السحرة ؟؟ وهل للعن قيود ؟؟ وجزاك الله خير الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . نعم ، يجوز لعن الكافر ومَن صَدَر منه الأذى ، ويكون على سبيل الدعاء عليه لا على سبيل الإخبار ، إلاّ في حقّ مِن مات كافرا ، أو مَن لعنه الله أو لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي الحديث : أن رجلاً جاء إلى رَسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إن لي جَارًا يُؤذيني ، فقال : انطلق فأخْرِج متاعك إلى الطريق ، فانطلق فأخْرَج مَتاعه ، فاجتمع الناس عليه فقالوا : ما شأنك ؟ قال : لي جارٌ يُؤذيني ، فَذَكَرْت للنبي صلى الله عليه على آله وسلم فقال : انطلق فأخْرِج مَتاعك إلى الطريق ، فجعلوا يقولون : اللهم الْعَنه ، اللهم أخْزه ، فبلغه فأتاه فقال : ارجع إلى مَنْزِلك فو الله لا أؤذيك . رواه البخاري في " الأدب المفرَد " والحاكم في المستدرك . وهو حديث صحيح . وفي صحيح البخاري من حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أنَّ رَجُلا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا ، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأمَرَ بِهِ فَجُلِدَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، مَا أكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَلْعَنُوهُ ، فَوَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ . وفي رواية : فو الله ما عَلِمْتُ إلأ أنه يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ . فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يُنكِر لعْن شارِب الْخمر ، وإنما أنْكَر لَعْن ذلك الشخص الْمُعيَّن . وحَذَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن الـتَّعَرّض لأسباب اللعن ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : اتقوا اللعانَيْن . قالوا : وما اللعانان يا رسول الله ؟ قال : الذي يَتَخَلَّى في طريق الناس أو في ظِلِّهم . رواه مسلم . وعلى الإنسان أن لا يُعوِّد نفسه على اللعن ، فقد روى الإمام مسلم عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه فَلَعَنَه ، فلما أصبح قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوته سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة . والأنجاد : هو متاعُ البيت الذي يزيّنُه . وروى مسلم عن أبي هريرة قال : قيل يا رسول الله ادْعُ على المشركين . قال : إني لم أُبْعَث لَعّانًا ، وإنما بُعِثْت رَحْمَة . أراد ابن عمر رضي الله عنهما أن يَلعنَ خادما ، فقال : اللهم الع ، فلم يُتِمّها ، وقال : إنها كلمةٌ ما أُحّب أن أقولها . وسبق : هل يجوز لعن الشخص المعيّن ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=470 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 07:24 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى