![]() |
ما صحة هذه الروايات عن أفضال لفاطمة رضى الله عنها ؟
السؤال شيخنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود أن أسألكم عن صحة هذه الروايات عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمُرُّ بِبَيْتِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، إِذَا خَرَجَ لِصَلاَةِ الفَجْرِ، يَقُوْلُ: (الصَّلاَةَ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، {إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً}) وقد نزل في شأنها وزوجها قرآن ُُيتلى إلى يوم القيامة ، فقد نزل جبريل الأمين على رسول الله بقوله تعالى : " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً ولا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا " وقال جبريل : خذها يا محمد هنيئا لك في أهل البيت ===== عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيْضَةٌ، فَقَالَ لَهَا: (كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟). قَالَتْ: إِنِّي وَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيْدُنِي، مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ. قَالَ: (يَا بُنَيَّةُ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ؟). قَالَتْ: فَأَيْنَ مَرْيَمُ؟ قَالَ: (تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، أَمَا -وَاللهِ- لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ). وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . الحديث الأول " كَانَ يَمُرُّ بِبَيْتِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ " رواه الإمام أحمد والترمذي ، وضعّفه ، وضعّفه الألباني والأرنؤوط . والحديث الثاني : قال عنه القرطبي في تفسيره : وقال أهل التفسير : نَزَلَتْ في علي وفاطمة رضي الله عنهما وجارية لهما اسمها فضة . قلت : والصحيح أنها نَزَلت في جميع الأبرار ، ومَن فَعل فِعلا حَسنا ؛ فهي عامة. وقد ذَكَر النقاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من المفسرين في قصة علي وفاطمة وجاريتهما حديثا لا يَصِح ولا يَثبت . اهـ . ومثله ما يُروى أن عليّا رضي الله عنه تصدّق بِخاتمه وهو راكِع ، فَنَزل قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) ، فهو ضعيف لانقطاع إسناده . والحديث الثالث : ضعيف بهذا السياق . رواه الإمام أحمد من حديث معقل بن يسار ، وضعفه الأرنؤوط . ورواه أبو نُعيم في " الحلية " ثم قال : رواه علي بن هاشم مرسلا. ورواه ناصح أبو عَبْد الله عن سماك عن جابر بن سمرة متصلا . اهـ . وقد أورده الذهبي من رواية : عَلِيُّ بنُ هَاشِمِ بنِ البَرِيْدِ عَنْ كَثِيْرٍ النَّوَّاءِ عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ . ثم قال الذهبي عنه : رَوَاهُ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عَلِيٍّ . وَكَثِيْرٌ : وَاهٍ ، وَسَقَطَ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِمْرَانَ . اهـ . وأما كون فاطمة رضي الله عنها هي سيدة نساء العالمين ، فهذا صحيح ثابت . روى البخاري ومسلم من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَرْحَبًا بِابْنَتِي ، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شمَالِه ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ ، فَقُلْتُ لَهَا : لِمَ تَبْكِينَ ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ ، فَقُلْتُ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ ؟ فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ ؟ فَقَالَتْ : مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَسَأَلْتُهَا ، فَقَالَتْ : أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ ، وَلاَ أُرَاهُ إِلاَّ حَضَرَ أَجَلِي ، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي ، فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ : أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ . وقال حذيفة رضي الله عنه : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب ، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ، ثم انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ ، فَعَرَض له عَارِض فَنَاجَاه ، ثم ذهب ، فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : حُذَيْفَةُ ، قَالَ : مَا لَكَ ؟ فَحَدَّثْتُهُ بِالأَمْرِ ، فَقَالَ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَلأُمِّكَ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قُبَيْل ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَهُوَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ لَمْ يَهْبِطِ الأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ ، وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ رضي الله عنهم . والحديث صححه الألباني والأرنؤوط . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:35 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى