![]() |
هل صحيح يوجد أوقات منهي النوم فيها ؟
السؤال السلام عليكم ورحمه الله وبركاته شيخي الفاضل هل صحيح يوجد أوقات منهي النوم فيها ؟ إذا كان يوجد ما هي هذه الأوقات جزاكم الله خيرا http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النوم قبل صلاة العشاء ، ففي حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه : وكان يستحب أن يُؤخِّر مِن العشاء التي تدعونها العَتمة ، وكان يَكره النوم قبلها ، والحديث بعدها . رواه البخاري ومسلم . قال ابن عبد البر : وأهل العلم لا يرون النوم قبل العشاء ولا الحديث بعدها . وقال : وكان عمر بن الخطاب يُشَدّد في ذلك . اهـ . وسبب ذلك خشية فوات صلاة العشاء جماعة ، أو خروج وقتها إذا كان ممن لا تلزمه الجماعة . قال ابن عبد البر : روى شعبة قال : سألت الحكم عن النوم قبل صلاة العشاء في رمضان ؟ فقال : قد كانوا ينامون قبل صلاة العشاء . وروى سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود أنه كان يقرأ القرآن في شهر رمضان في ليلتين ، وينام ما بين المغرب والعشاء . وعن ابن عمر أنه كان يَرْقُد قبل الصلاة العشاء الآخرة ويُوكل مَن يُوقِظه . وحَكَى ابن بطّال الخلاف في النوم قبل العشاء فقال : واختلف السلف في النوم قبلها ، ثم قال بعد حكاية الخلاف : وكان ابن عمر ينام ويوكل من يوقظه ، وعن أبى موسى ، وعبيدة مثله ، وعن عروة ، وابن سيرين والحكم أنهم كانوا ينامون نومة قبل الصلاة ، وكان أصحاب عبد الله يفعلون ذلك ، وقال به بعض الكوفيين واحتج لهم الطحاوي ، وقال : إنما كُرِه النوم قبلها لمن خُشي عليه فوت وقتها ، أو فَوت الجماعة فيها ، وأما من وَكل لنفسه مَن يُوقظه لِوقتها ، فَمُبَاح له النوم ، واحتجوا بِفِعْل ابن عمر ، وأبى موسى ، وعبيدة ، فَدَلّ أن النهى عن النوم قبلها ليس هو نَهْي تحريم لِفِعْل الصحابة له ، لكن الأخذ بظاهر الحديث أنْجَى وأحوط . اهـ . وقال ابن رجب : ونَصّ أحمد على جواز النوم قبل العشاء - نقله عنه حنبل - ، وقال عبد الله : سألت أبي عن الحديث الذي نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن النوم قبل العشاء الآخرة ؟ فقال : كان ابن عمر يَنام قبل العشاء ويُوكل مَن يُوقظه مِن نَومه . وحكى الترمذي في ( جامِعِه ) عن بعضهم أنه رَخّص في النوم قبل العشاء في رمضان خاصة . وهذا مأخوذ مما روى إبراهيم ، عن الأسود ، أنه كان ينام في رمضان ما بين المغرب والعشاء ، ولعل مَن خَصّ ذلك برمضان رأى أن قيام ليله يُستحب مِن أول الليل بخلاف سائر الشهور ؛ فإن المستحب فيها التهجد بعد هجعة بعد صلاة العشاء . اهـ . وكَرِه بعض العلماء النوم بعد العصر . قال الطحاوي في شرح قوله عليه الصلاة والسلام : " من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتِر أهله وماله " : وفي هذا الحديث مما يجب أن يُوقَف عليه ، وهو إباحة النوم بعد العصر إذ كان بعض الناس ذلك عنده مكروه . ثم روى الطحاوي في " شرح مشكل الآثار " بإسناده إلى عبد الله بن يوسف ، قال : رأيت الليث بن سعد وقد راح إلى المسجد قريبا من صلاة المغرب ، فقال له بكر بن مضر : ما لي أراك يا أبا الحارث مُهَيَّج الوَجْه ، فقال : إني صليت صلاة العصر ثم انصرفت إلى مَنْزِلي فَنِمْت ، ثم رحت هذه الساعة ، فقال له بكر : أوَ مَا قد عَلِمت ما قد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم بعد العصر ؟ فقال الليث : لا فقال بكر : حدثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من نام بعد العصر فاخْتُلِس عَقله فلا يلومن إلاّ نفسه " ، فقال الليث : ما سمعت بهذا مِن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكان هذا الحديث مُنْقَطِعًا . وكان ما رويناه قَبْلَه أولى منه لاتِّصَاله بِرَسول الله صلى الله عليه وسلم . وروى الطحاوي في " شرح مشكل الآثار " والبيهقي في " شُعب الإيمان " عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : النَّوْمُ ثَلاثَةٌ: فَنَوْمٌ خُرْقٌ ، وَنَوْمٌ خُلُقٌ ، وَنَوْمٌ حُمْقٌ , فَأَمَّا نَوْمَةُ الْخُرْقِ فَنَوْمَةُ الضُّحَى ، يَقْضِي النَّاسُ حَوَائِجَهُمْ وَهُوَ نَائِمٌ , وَأَمَّا نَوْمَةُ خُلُقٍ فَنَوْمَةُ الْقَائِلَةِ نِصْفَ النَّهَارِ , وَأَمَّا نَوْمَةُ حُمْقٍ فَنَوْمَةٌ حِينَ تَحْضُرُ الصَّلَوَاتُ . وروى ابن أبي شيبة والطحاوي عن خوات بن جبير رضي الله عنه قال : نوم أول النهار خُرق ، ووسطه خُلق ، وآخره حُمق . وروى الطحاوي بإسناده إلى النعمان بن منذر قال : كنت نائما بعد العصر بِدَابق ، فأتاني مكحول فَرَكَسَني بِرِجْلِه رَكْسَة ، ثم قال : قُم فقد عُوقِبت ، قلت : وما ذاك يا أبا عبد الله ؟ قال : إن هذه الساعة فيها خروج القوم ، وفيها انتشارهم ، يعني الجن ، وفي هذه الرقدة تكون الخبلة . وأما حديث : " من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلاَّ نفسه " فهو حديث ضعيف . قال ابن الجوزي : هذا حديث لا يَصِحّ . وضعّفه الألباني . ولا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن النوم بعد الأكل . قال ابن القيم في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل : وذكر أبو نُعيم عنه أنه كان ينهى عن النوم على الأكل ، ويُذْكَر أنه يُقَسّي القلب . اهـ . وهذا رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " بِلفظ : " أذِيبُوا طعامكم بِذِكْر الله عز وجل والصلاة ، ولا تَنَامُوا عليه فَتَقْسُو له قلوبكم ". ثم قال : هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكَرِه السَّلَف الـنَّـوم بعد الفَجْر . روى الطبراني بإسناد صحيح إلى أبي وائل قال : سألت ابن مسعود ذات يوم بعد ما انصرفنا من صلاة الغداة فاستأذنّا عليه ، قال : ادخلوا ، فقلنا ننتظر هنية لعل بعض أهل الدار له حاجة ، فأقْبَل يُسَبِّح ، فقال : لقد ظننتم بآل عبد الله غفلة ! ثم قال : يا جارية انظري هل طلعت الشمس ، قالت : لا ، ثم قال لها الثانية : انظري هل طلعت الشمس ، قالت : لا ، ثم قال لها الثالثة : انظري هل طلعت الشمس . قالت : نعم ، قال : الحمد لله الذي وَهَب لنا هذا اليوم وأقَالَنا فيه عَثَرَاتنا - وأحسبه قال - ولم يُعَذّبنا بالنار . وروى ابن أبي شيبة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : كان الزبير يَنْهَى بَنِيه عن التَّّصَبّح . قال : وقال عروة : إني لأسمع بالرَّجُل يَتَصَبّح فأزهد فيه . وروى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : مَرّ بي عَمرو بن بليل وأنا مُتَصَبح في النخل ، فَحَرّكَني بِرِجْله فقال : أترقد في الساعة التي ينتشر فيها عباد الله ؟ وروى عن خالد بن أبي بكر عن عبيد الله قال : كان سالم لا يَتصبح ، وكان يَقيل . قال ابن أبي شيبة : التصبح نَوْمَة الضُّحَى . وأما حديث : " إن الصبحة تمنع بعض الرزق " فهو حديث ضعيف . رواه الطحاوي بإسناده ثم قال : غير أن أهل الإسناد يُضَعِّفُون هذا الإسناد . اهـ . وقال ابن الجوزي : هذا حديث لا يَصِحّ . وقال الألباني : ضعيف جدا . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:13 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى