![]() |
متى فُرضت صلاة الخوف ؟ وما هي صفتها ؟
السؤال السلام عليكم وحمة الله وبركاته متى فرضت الصلوات مثل صلاة الخوف ولاستسقاء والكسوف ؟ وما هي صفة كل صلاة ؟ وجزاكم الله خير على هذا الموقع الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا اخْتُلِف في تشريع صلاة الخوف ، متى كان ؟ فالإمام البخاري رحمه الله رجّح كونها في السنة السابعة . قال ابن حجر : هذه الغزوة اخْتُلِف فيها متى كانت ؟ واخْتُلِف في سبب تسميتها بذلك ، وقد جَنَح البخاري إلى أنها كانت بعد خيبر . اهـ . قال أبو الوليد الباجي : غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنْ الْهِجْرَةِ . وقال النووي : قَوْله : " ذَات الرِّقَاع " هِيَ غَزْوَة مَعْرُوفَة كَانَتْ سَنَة خَمْس مِنْ الْهِجْرَة بِأَرْضِ غَطَفَانَ مِنْ نَجْد . وأما صِفَة صلاة الخوف ؛ فقد جاءت عدّة صِفات في صِفَة صلاة الخوف ، وقد أوْصَلَها بعض العلماء إلى صِفات كثيرة. قال النووي بعد أن ذكر سبْع صِفات : وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَغَيْره وُجُوهًا أُخَر فِي صَلاة الْخَوْف بِحَيْثُ يَبْلُغ مَجْمُوعهَا سِتَّة عَشَرَ وَجْهًا . وَذَكَرَ اِبْن الْقَصَّار الْمَالِكِيّ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاّهَا فِي عَشْرَة مَوَاطِن . وَالْمُخْتَار أَنَّ هَذِهِ الأَوْجُه كُلّهَا جَائِزَة بِحَسَبِ مَوَاطِنهَا . وَفِيهَا تَفْصِيل وَتَفْرِيع مَشْهُور فِي كُتُب الْفِقْه . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : صَلاة الْخَوْف أَنْوَاع صَلاَّهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّام مُخْتَلِفَة ، وَأَشْكَال مُتَبَايِنَة يَتَحَرَّى فِي كُلّهَا مَا هُوَ أَحْوَط لِلصَّلاةِ وَأَبْلَغ فِي الْحِرَاسَة ، فَهِيَ عَلَى اِخْتِلاف صُوَرهَا مُتَّفِقَة الْمَعْنَى ، ثُمَّ مَذْهَب الْعُلَمَاء كَافَّة أَنَّ صَلاة الْخَوْف مَشْرُوعَة الْيَوْم كَمَا كَانَتْ . اهـ . ومِن صِفات صلاة الخوف : ما في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْخَوْفِ فَصَفَّنَا صَفَّيْنِ ، صَفٌّ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَالْعَدُوُّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا ، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا ، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ ، وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم السُّجُودَ وَقَامَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ وَقَامُوا ، ثُمَّ تَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ وَتَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ ، ثُمَّ رَكَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَكَعْنَا جَمِيعًا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا ، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ الَّذِي كَانَ مُؤَخَّرًا فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي نُحُورِ الْعَدُوِّ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم السُّجُودَ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ فَسَجَدُوا ، ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَسَلَّمْنَا جَمِيعًا. وما رواه صالح بن خوات عَمّن صَلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم ذات الرِّقَاع صلاة الخوف أن طائفة صَفّت معه وطائفة وُِجَاه العدو ، فَصَلّى بالذين معه ركعة ، ثم ثَبَت قائما وأتموا لأنفسهم ، ثم انصرفوا فَصَفّوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بَقِيَت ثم ثَبَت جَالِسًا ، وأتموا لأنفسهم ، ثم سَلّم بهم . رواه البخاري ومسلم . وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قِبَل نَجد فَوازَينا العدو فَصَافَفْنَا لهم ، فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم يُصَلّي لنا ، فقامت طائفة معه تُصَلّي وأقبلت طائفة على العدو ، وركع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمن معه وسجد سجدتين ، ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تُصَلّ ، فجاءوا فَركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ركعة وسجد سجدتين ثم سَلّم ، فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجدتين . رواه البخاري ومسلم . زاد مسلم : وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ فَإِذَا كَانَ خَوْفٌ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَلِّ رَاكِبًا أَوْ قَائِمًا تُومِئُ إِيمَاءً . وقال ابن عمر رضي الله عنهما : فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ هُوَ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ صَلَّوْا رِجَالاً قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ ، أَوْ رُكْبَانًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ ، أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا . رواه البخاري . قال ابن رجب : قال ابن المنذر : أجمع أهل العِلم على أن المطلوب يُصَلِّي على دابته - كذلك قال عطاء بن أبي رباح ، والأوزاعي ، والشافعي ، وأحمد ، وأبو ثور - وإذا كان طَالِبًا نَزَل فَصَلّى بالأرض . اهـ . وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ فَكَبَّرَ وَكَبَّرُوا مَعَهُ وَرَكَعَ وَرَكَعَ نَاسٌ مِنْهُمْ ، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدُوا مَعَهُ ، ثُمَّ قَامَ لِلثَّانِيَةِ فَقَامَ الَّذِينَ سَجَدُوا وَحَرَسُوا إِخْوَانَهُمْ ، وَأَتَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا مَعَهُ ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي صَلاَةٍ ، وَلَكِنْ يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا . رواه البخاري . واخْتُلِف في قَصْر الصلاة الرباعية في الخوف . هل تُقصَر في السفر وفي الحضر ؟ قال ابن رجب في قوله تعالى : (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) : وتقدير هذا من وجهين : أحدهما : أن المراد بِقَصْر الصلاة قصر أركانها بالإيماء ونحوه ، وقَصْر عدد الصلاة إلى ركعة . فأما صلاة السفر ، فإنها ركعتان ، وهي تمام غير قَصْر ... والوجه الثاني : أن القصر المذكور في هذه الآية مُطْلَق ، يدخل فيه قَصْر العَدد ، وقَصْر الأركان ، ومجموع ذلك يختص بِحَالة الخوف في السفر ، فأما إذا انفرد أحد الأمرين - وهو السفر أو الخوف - فإنه يختص بأحَد نَوعي القَصْر ، فانفراد السفر يَخْتَصّ بِقَصْر العَدد ، وانفراد الخوف يَخْتَصّ بِقَصْر الأركان . لكن هذا مما لم يُفْهَم مِن ظاهر القرآن ، ... والآية لا تُنَافيه . وإن كان ظاهرها لا يَدُلّ عليه . اهـ . وأما صلاة المغرب فلا تُقصَر لا في سَفر ولا في شدّة خوف . قال ابن حجر : لم يقع في شيء مِن الأحاديث المروية في صلاة الخوف تَعَرّض لكيفية صلاة المغرب ، وقد اجمعوا على أنه لا يدخلها قَصْر ، واختلفوا هل الأولى أن يُصَلِّي بالأولى ثنتين والثانية واحدة أو العكس ؟ . اهـ . وإذا اشْتدّ الخوف فتُصلَّى إيماء . قال الإمام البخاري : باب الصَّلاَةِ عِنْدَ مُنَاهَضَةِ الْحُصُونِ وَلِقَاءِ الْعَدُوِّ. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ إِنْ كَانَ تَهَيَّأَ الْفَتْحُ وَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الصَّلاَةِ صَلَّوْا إِيمَاءً كُلُّ امْرِئٍ لِنَفْسِهِ فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الإِيمَاءِ أَخَّرُوا الصَّلاَةَ حَتَّى يَنْكَشِفَ الْقِتَالُ ، أَوْ يَأْمَنُوا فَيُصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا صَلَّوْا رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ لاَ يُجْزِئُهُمُ التَّكْبِيرُ وَيُؤَخِّرُوهَا حَتَّى يَأْمَنُوا . وَبِهِ قَالَ مَكْحُول . وَقَالَ أَنَسٌ : حَضَرْتُ عِنْدَ مُنَاهَضَةِ حِصْنِ تُسْتَرَ عِنْدَ إِضَاءَةِ الْفَجْرِ ، وَاشْتَدَّ اشْتِعَالُ الْقِتَالِ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الصَّلاَةِ ، فَلَمْ نُصَلِّ إِلاَّ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ ، فَصَلَّيْنَاهَا وَنَحْنُ مَعَ أَبِي مُوسَى فَفُتِحَ لَنَا . وَقَالَ أَنَسٌ : وَمَا يَسُرُّنِي بِتِلْكَ الصَّلاَةِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا . وفي شَرْح العُمْدَة : الحديث 156 في ابتداء مشروعية صلاة الخوف الحديث 157 في مشروعية صلاة الخوف الحديث 158 في صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع والله أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 08:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى