منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - تقدم لي شاب متزوج ويريد أن يجمعني مع زوجته في بيت واحد

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم : حياكم الله وبياكم
أود استشارتكم في أمر ,
تقدم لي شاب متزوج وعنده طفلان , يريد تعدد , نحن ما عندنا مثل هذا الأمر في كل عيلة أبي وأمي . لكني لدراستي الشرعية الأمر بالنسبة لي غير شائك (((لأني فرحت أن يكون يوم له ويوم لطلب العلم الشرعي )))) ووافقت أراه رؤية شرعية .
وأنا كنت دائما أسأل الله تعالى أن يرزقني بالزوج الصالح التقي وكل أملي أن يكون أمر زواجي العون لي على مرضاة الله ولقد رفضت يا شيخ الكثير مع أن أغلب من طلبني كانوا مستواهم الاجتماعي مرتفع . فكل أملي أن يعينني أمر زواجي على طلب العلم وتعليمه من بعد ذلك , فإني يا شيخ داخلي هم كبير هو أن أنشر بين الناس توحيد الله وأعلمهم أسمائه الحسنى وصفاته العلى ( هذا كل حلمي ) المشكلة : أنه قال أنه يريد أن يتزوجني ويتزوج بعدي الثالثة والرابعة ويجمعنا في بيت واحد ,,, مع العلم أن زوجته الأولى ترفض التعدد تماما . شيخي الكريم ولعلي أقول أبي : والمكان الذي يسكن فيه ناس من عاداتهم > الاجتماع عند الأكل مثلا في رمضان والخلطة الشديدة ووووو
ممكن الخلطة تكون نساء فقط , لكن يا شيخ حتى هذا الأمر لا يريحني بالمرة , فأنا أحب الهدوء لطلب العلم ولا أحب الكلام الكثير مع النساء ,,, فهذا الأمر لا شك يدمرني ولن أستطيع في مثل هذه الظروف طلب العلم , شيخي وأبي : ممكن أرفض بكل سهولة لكن كل خوفي كل خوفي ورعبي أن يكون هذا بطر أعوذ بالله من البطر , وأخشى عقاب الله .
بماذا تنصحني هو إنسان حافظ لكتاب الله يتكلم بالقرآن والسنة وكل علمه من الشرائط ولم يدرس المواد الشرعية , ولكن الذي شعرته فيه أنه شخص لو قلت له هذا حلال عمله... هذا حرام تركه , هل أرفض ؟ ولو رفضت أيكون بطراً ؟؟؟؟
يا شيخ مستواي الاجتماعي مختلف عنهم أعلى منهم وسأتنازل عن أشياء كثيرة فالبيت ليس كالبيت ومكان السكنى مختلف ووووو لكني ممكن أتنازل من أجل الدين ,,, لكني أخشى على ديني . ماذا أفعل ؟؟؟
أعرف أني أكثرت الكلام لكن أنا فعلاً لا أعرف ماذا أفعل ؟؟؟
جزاكم الله خيراً ,,, وأرشدكم الله وهداكم وسددكم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يَنُصّ العلماء على أنه لا يجوز للزوج أن يَجْمَع بين أكثر مِن زوجه في مسكن واحد إلاّ برضاهنّ .

قال ابن قدامة : وليس للرجل أن يجمع بين امرأتيه في مسكن واحد بغير رضاهما ، صغيرا كان أو كبيرا ؛ لأن عليهما ضررا ؛ لِمَا بينهما من العداوة والغيرة ، واجتماعهما يثير المخاصمة والمقاتلة ... فإن رضيتا بذلك جاز ؛ لأن الحق لهما ، فلهما المسامحة بتركه ... وإن أسكنهما في دار واحدة ، كل واحدة في بيت ، جاز ، إذا كان ذلك مسكن مثلها . اهـ .

فلَك أن تشرطي السكنى في بيت مُستقِلّ ، خاصة وأنك ذكرت أن زوجته الأولى ترفض الفِكرة ، ولا يجوز أن يأتي بامرأة أخرى ليُسكنها معها مِن غير رضا الأولى .
فإن رضي بهذا الشرط ، فعليك بالاستخارة قبل كل شيء .

وإن رفض الفكرة فَلَك حقّ الرفض ، ولا يُعدّ هذا بَطرا .

واسألوا عن خُـلُقِه ، فليس كل إنسان مُتديّن يكون على خُلُق !
ولذلك فرّق بينهما النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : إذا خَطَبَ إليكم من تَرضَون دِينه وخُلُقَه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد