[عبق]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا اعمل في مطعم ومقهى والمحل هذا يكثر فيهاختلاط الرجال والنساء ويجلسون مع بعض ويشربون المعسل ، والنساء متبرجات تكشف المرأة وجهها وشعرها وصدرها إلى غير ذلك ، ويتبادلون الضحكات .
وكثير منهم لا يقربون لبعضهم البعض ، بل أصحاب وأصدقاء وشبان وشابات ، والواحد لا يقدر يتكلم ويقول لهم : هذا حرام لأن صاحب المحل يريد الربح فقط ولا تهمه أعراض الآخرين
ونحن نقوم باستقبالهموتخصيص لهم الجلسات وخدمتهم ونشاهد ما يفعلونه ونعرف أن هذه البنت وهذا الشاب لا يقربون لبعضهم البعض ولكن لا نستطيع أن نقول لهم شي ما داموا متفقين .
سؤالي :
ما حكم العمل في هذا المحل ؟
وهل أترك العمل ؟ به مع العلم أنه لا يوجد عمل آخر
وأنا صاحب عائله ، فماذا أفعل ؟
جزاكم الله خيرا




الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
وأعانك وأغناك بحلاله عن حرامه .

لا يجوز العمل في مثل هذا المكان ، لأنه من التعاون على الإثم والعُدوان ، وقد قال الله جل جلاله : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .
ثم إن في عملك على هذا سكوت عن المنكَر ، وأنت تقول : إنك لا تستطيع أن تُنكِر ذلك المنكر ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنكار المنكَر ، وجَعَله على درجات ، فقال : من رأى منكم مُنكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم .
ومن لوازم إنكار المنكَر في القلب مُفارَقة المكان الذي يكون فيه المنكر .

ثم إن الكسب من مثل هذا العمل سُحْت لا يُبارِك الله فيه .
قال رسول لله صلى الله عليه وسلم : لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به . رواه الإمام أحمد والترمذي .

والمسلم مسؤول عن مالِه من أين اكتَسَبَه ؟ وفيمَ أنفَقَـه ؟

وأما رزقك ورزق أولادك فهو على الله ، وليس على هذا المحل ، وفي مُحكَم التنـزيل يقول العزيز الحكيم : ( وَمَنيَتَّقِاللَّهَيَجْعَللَّهُمَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد