|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
بنت الغالي
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
بتاريخ : 05-04-2010 الساعة : 02:32 PM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
لا يجوز قول مثل هذا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن هذا مِن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو لم يَقُل ذلك ، وإن كانت معاني تلك الأقوال صحيحة ، وهي مأموربها .
ولا تجوز نسبة ذلك القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه مِن التقوّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي ، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ ، فَلْيَقُلْ حَقًّا أَوْ صِدْقًا ، وَمَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ . رواه الإمام أحمد وابن ماجه . وحسنه الألباني والأرنؤوط .
ورَحِم الله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم إذ كانوا يتحرّجون مِن التحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ بِالاحتياط والتحرّي لِحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا حدّث أحدهم بِحديث وشكّ في إبدال كلمة ونحو ذلك قال : أوْ كَما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
روى الإمام أحمد وابن ماجه مِن طريق مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِك إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ حَدِيثًا فَفَرَغَ مِنْهُ , قَالَ : أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ . وصححه الألباني ، وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
وروى الإمام أحمد وابن ماجه مِن طريق عَمْرِو بْنِ مَيْمُون ، قَالَ : مَا أَخْطَأَنِي ابْنُ مَسْعُود عَشِيَّةَ خَمِيس إِلاَّ أَتَيْتُهُ فِيهِ ، قَالَ : فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِشَيْء قَطُّ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ عَشِيَّة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَنَكَسَ , قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ مُحَلَّلَةً أَزْرَارُ قَمِيصِهِ ، قَدِ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ , قَالَ : أَوْ دُونَ ذَلِكَ ، أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ ، أَوْ شَبِيهًا بِذَلِكَ . وصححه الألباني ، وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
وروى ابن ماجه من طريق أَبِي سَلَمَةَ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لِرَجُل : يَا ابْنَ أَخِي ، إِذَا حَدَّثْتُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ حَدِيثًا ، فَلاَ تَضْرِبْ لَهُ الأَمْثَالَ .
وقال عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب رضي الله عنه : إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ حَدِيثًا ، فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ ، وَأَهْدَاهُ ، وَأَتْقَاهُ .
وروى الإمام أحمد وابن ماجه مِن طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : قُلْنَا لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ : حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : كَبِرْنَا وَنَسِينَا ، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ شَدِيد . وصححه الألباني ، وقال شعيب الأرنؤوط : أثَرٌ صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين .
وهكذا كان علماء الأمة مِن بعدهم ؛ فإنهم كانوا إذا أشكل عليهم الحديث لم ينسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك إذا كان في إسناده راو ضعيف ، فإنهم لا يُصحّحُون نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان الضعيف قد يضبِط حديثه ، والكاذِب قد يصدق في قوله ، إلاّ أن العلماء كانوا يحتاطون أشدّ الاحتياط في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقولهم : (كان قرآنًا يمشي على الأرض) ونسبته إلى عائشة رضي الله عنها غير صحيحة ، فإن المروي عن عائشة رضي الله عنها قولها : كان خُلُقه القرآن . رواه الإمام أحمد ، وفي رواية لمسلم عن حَكِيم بن أَفْلَح أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَت : أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قُلْتُ : بَلَى . قَالَت : فَإِنَّ خُلُقَ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ الْقُرْآنَ .
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|