عرض مشاركة واحدة

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.58 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي هل ثبت لفظ الحنان . كاسم لله عز وجل أو كصفة؟
قديم بتاريخ : 03-09-2012 الساعة : 05:45 AM


السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
حياك الله شخنا الفاضل ... حفظك الله و رعاك
هل ثبت لفظ الحنان . كاسم لله عز وجل أو كصفة ...
و كيف نربط بين هذا و ين الآية - قال تعالى - " و حنانا من لدنا " ...
فهناك من يقول بأنها صفة و يستند للآية ..
أفيدونا بارك الله فيكم




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فِي الأَثَرِ فِي تَفْسِيرِ " الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ " : أَنَّ الْحَنَّانَ هُوَ الَّذِي يُقْبِلُ عَلَى مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ ، وَالْمَنَّانَ الَّذِي يَبْدَأُ بِالنَّوَالِ قَبْلَ السُّؤَالِ . اهـ .

وأطال الشيخ علوي السقاف في كتابه " صفات الله عز و جل الواردة في الكتاب و السنة" في إثبات هذه الصفة ، وسياق الأدلة ، فقد قال :
الْحَنَانُ (بمعنى الرحمة)
صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب :
قوله تعالى : (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا)
الدليل من السنة :
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً : يُوضَع الصراط بين ظهراني جهنم، عليه حسك كحسك السعدان 000 ثم يشفع الأنبياء في كل من كان يشهد أنَّ لا إله إلا الله مخلصا ، فيخرجونهم منها ، قال : ثم يتحنَّن الله برحمته على مَن فيها ، فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها . واه : الإمام أحمد (3/11) ، وابن جرير في ((التفسير)) (16/113) ، وابن خزيمة في ((التوحيد)) (2/766) ، وابن المبارك في ((الزهد)) (1268) ؛ من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليَّة ؛ قال : حدثني محمد بن إسحاق ، حدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب ، عن سليمان بن عمرو بن عبد العُتواري أحد بني ليث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : وذكره .
ورواه ابن أبي شيبة في " المصنف " من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق به.
ورجال إسناده ثقات ، عدا عبيد الله بن المغيرة ، قال عنه الحافظ في " التقريب " : (صدوق)، ومحمد بن إسحاق صرح بالتحديث ، فالحديث لا يَنْزل عن مرتبة الحسن، وقد حَسّن إسناده الوادعي في " الشفاعة " ... والحديث رواه ابن ماجه (صحيح سنن ابن ماجه3453) مختصرا بدون الشاهد ، وأصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما .
ونَقَل عن ابن جرير حكاية الاختلاف في معنى " الْحَـنّان " .
ثم قال السقاف :
وروى أبو عبيد القاسم بن سلاَّم في كتاب " غريب الحديث " عن أبي معاوية (الضرير) عن هشام بن عروة عن أبيه ؛ أنه كان يقول في تلبيته : لبيك ربنا وحنانيك . وهذا إسناد صحيح ، وعروة بن الزبير تابعي ثقة، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة . قال أبو عبيد : قوله : حنانيك ؛ يُريد : رحمتك ، والعرب تقول : حنانك يا رب ، وحنانيك يا رب ؛ بمعنى واحد . اهـ.
وقال أبو موسى المديني في " المجموع المغيث " : في حديث زيد بن عمرو : " حنانيك ؛ أي : ارحمني رحمة بعد رحمة . اهـ.
وقال الأزهري في " تهذيب اللغة" : روى أبو العباس عن ابن الأعرابي ؛ أنه قال : الحنَّان : من أسماء الله ؛ بتشديد النون ؛ بمعنى : الرحيم.قال : والحنَان ؛ بالتخفيف : الرحمة. قال : والحنان : الرزق ، والحنان: البركة ، والحنان : الهيبة ، والحنان : الوقار)).
ثم قال الأزهري : وقال الليث : الحنان : الرحمة ، والفعل التحنُّن. قال : والله الحنَّان المنَّان الرحيم بعباده،ومنه قوله تعالى : { وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا } ؛ أي : رحمة من لدنا . قلت (أي : الأزهري) : والحنَّان من أسماء الله تعالى،جاء على فعَّال بتشديد النون صحيح ، وكان بعض مشايخنا أنكر التشديد فيه ؛ لأنه ذهب به إلى الحنين ، فاستوحش أنَّ يكون الحنين من صفات الله تعالى ، وإنما معنى الحنَّان : الرحيم،من الحنان،وهو الرحمة .
ثم قال : قال أبو إسحاق : الحنَّان في صفة الله : ذو الرحمة والتعطف . اهـ كلام الأزهري.


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


رد مع اقتباس