الموضوع:
هل صِفَة الشمّ مِن صفات الله تبارك وتعالى ؟
عرض مشاركة واحدة
عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.32 يوميا
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
هل صِفَة الشمّ مِن صفات الله تبارك وتعالى ؟
بتاريخ : 12-02-2010 الساعة : 01:02 AM
إلى الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله وأثابه
السؤال : هل صفة الشم الله صفة
وما معني ( ريح أطيب عند الله من ريح المسك ) ؟
أرجو منكم توضيح ؟
الجواب/
حفظك الله ورعاك .
سبيل أهل العلم من أهل السنة أنهم يُثبتون لله ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويَنْفُون عنه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويسكتون عمّا سُكت عنه .
قال ابن أبي العزّ رحمه الله : وليس لنا أن نصف الله تعالى بما لم يَصِف به نفسه ولا وَصَفه به رسوله نَفيا ولا إثباتا ، وإنما نحن متبعون لا مبتدعون . فالواجب أن ينظر في هذا الباب - أعني باب الصفات - فما أثبته الله ورسوله أثبتناه ، وما نَفَاه الله ورسوله نَفَيناه ، والألفاظ التي ورد بها النص يُعْتَصَم بها في الإثبات والنفي ، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني ، وننفي ما نفته نصوصهما من الألفاظ والمعاني ، وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تطلق حتى ينظر في مقصود قائلها ، فإن كان معنى صحيحا قُبِل ، لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص دون الألفاظ المجمَلة إلاَّ عند الحاجة مع قرائن تُبَيِّن المراد والحاجة ، مثل أن يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يُخَاطَب بها ، ونحو ذلك . اهـ .
وقد ذَكَر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن بعض أهل الحديث أثبتوا ما جاء به السَّمْع مِن اللمس ، دون الشَّمّ والذَّوق . اهـ .
وإثباتها يَحتاج إلى دليل مِن الكتاب أو مِن السُّنّة .
وأما ما في الحديث مِن ذِكر ريح وطِيبها عند الله ؛ فهو إنما يكون في الجزاء يوم القيامة ، وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : والذي نفس محمد بيده لَخُلوف فَم الصائم أطيب عند الله
يوم القيامة
مِن رِيح المسك .
وهو كذلك بالنسبة للشهيد : والذي نفسي بيده لا يُكْلَم أحد في سبيل الله - والله أعلم بِمَن يُكْلَم في سبيله - إلاّ جاء
يوم القيامة
واللون لون الدم ، والريح ريح المسك . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن القيم : إذا كان يوم القيامة ظَهَر هذا الطِّيب للعباد وصار علانية ، وهكذا سائر آثار الأعمال مِن الخير والشر .
وإنما يَكمل ظهورها ويصير علانية في الآخرة ، وقد يَقوى العمل ويتزايد حتى يَستلزم ظهور بعض أثَره على العبد في الدنيا في الخير والشر ، كما هو مشاهد بالبَصَر والبصيرة . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
عبق
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عبق
زيارة موقع عبق المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها عبق
البحث عن جميع مواضيع عبق