عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.79 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المحرمـات والمنهيات
افتراضي هل يصح قول (عشقك ربي) ، أو إطلاق لفظ العشق في حقّ الله ورسوله ﷺ ؟
قديم بتاريخ : 07-09-2012 الساعة : 05:19 PM

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضليه الشيخ جزاك الله الجنان ورفع منزلتك فيها ع ما تقدمه من خير ونفع للجميع .........
عندي سؤال بسيط شاكة أنه خطأ وهــــــو.. قول (عشقك ربي) هل هذا صحيح؟؟؟
هل يصح قول (عشقك ربي) ، أو إطلاق لفظ العشق في حقّ الله ورسوله ﷺ ؟
حماك ربي من كل مكروه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

العشق في اللغة هو : فَرْط الحب ، وقيل : هو عجب المحب بالمحبوب . وقيل : إفراط الحب ، ويكون في عفاف وفي دعارة . وقيل : هو عمى الحس عن إدراك عيوب محبوبه .

ووصْف " العِشْق " لا يُطلق في المحبوبات الشرعية ؛ لأن العشق لا يكون إلاّ بين رجل وامرأة ، ويدخل فيه الرغبة ، أي : رغبة الرجل في المرأة ، ورغبة المرأة في الرجل .
لذا لا يجوز إطلاق هذا الوصف في حقّ قارئ أو عالم ، فضْلاً عن أن يُطلَق في حقّ الله تبارك وتعالى أو في حقّ رسوله صلى الله عليه وسلم .
وإنما جرى ذلك على ألسنة المتصوّفة جهلا منهم بالحقائق الشرعية .

والذي ورد في الكتاب والسنة هو تعبير ( الحب ) و ( المحبة ) كَقَوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) الآية
وكَقَوله صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين . رواه البخاري ومسلم . وقوله صلى الله عليه وسلم : من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان . رواه أبو داود .
ولما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : وما أعددتَّ للساعة ؟ قال : حب الله ورسوله . قال : فإنك مع من أحببت . قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم : فإنك مع من أحببت . قال أنس : فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر ، فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم . رواه البخاري ومسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله علي يديه يحبّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . رواه البخاري ومسلم .
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والله يُحِبّ ويُحَبّ ...
والجمهور لا يُطْلِقون هذا اللفظ في حق الله ؛ لأن العِشق هو المحبة المفرِطة الزائدة على الحدّ الذي ينبغي ، والله تعالى محبته لا نهاية لها ، فليست تنتهي إلى حد لا تنبغي مجاوزته .
وأيضا فإن لفظ " العشق " إنما يستعمل في العرف في محبة الإنسان لامْرَأة أوْ صبي ، لا يُستعمل في محبة كمحبة الأهل والمال والوطن والجاه ومحبة الأنبياء والصالحين ، وهو مقرون كثيرا بالفعل الْمُحَرَّم ؛ إما بمحبة امرأة أجنبية ، أو صبي يقترن به النظر المحرم ، واللمس المحرم ، وغير ذلك من الأفعال المحرمة .
وقال ابن القيم : ولا يُحْفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ العِشق في حديث صحيح البتة .
وقال أيضا : وَلَمَّا كانت المحبة جنسا تحته أنواع متفاوتة في القدر والوصف ، كان أغلب ما يُذْكَر فيها في حق الله تعالى ما يختص به ويليق به كالعبادة والإنابة والإخبات ، ولهذا لا يُذكر فيها لفظ العشق والغرام والصبابة والشغف والهوى . اهـ .

وهنا :
هل كل اسم يُضاف إلى العِشق منهيٌّ عنه ؟ كعاشق الدعوة وعاشق الشهادة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12918

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



رد مع اقتباس