[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل احمل سؤالا من أخت تقول
جاءها خاطب وهو لله الحمد يصلي ويواظب على صلاته ويقوم بكل واجباته الدينية غير أن مصدر رزقه هو مقهى يملكه تقدم فيه ارجيلة ويسمح فيه بالتدخين والبيلياردو فما حكم ما يجنيه ؟ علما بأنه لا يستطيع إيجاد عمل آخر
جزاك الله عنا خيرا شيخنا الفاضل

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

الصحابة رضي الله عنهم أكلوا أوراق الشجر مِن الجوع ، وما لَجأوا إلى أمْر مُحرّم .
والذي يكون كسبه بمثل هذه الأشياء غير مرضيّ الدِّين . والنبي صلى الله عليه وسلم جَعَل مدار قبول الخاطب على كونه مرضيّ الدِّين والْخُلُق ، فقال : إذا خَطَبَ إليكم من تَرضَون دِينَه وخُلُقَه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي .

وسُئلَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه اللهُ : عَنْ رَجُلٍ خَطَبَ امْرَأَةً فَسُئِلَ عَنْ نَفَقَتِهِ؟ فَقِيلَ : لَهُ مِنْ الْجِهَاتِ السُّلْطَانِيَّةِ شَيْءٌ . فَأَبَى الْوَلِيُّ تَزْوِيجَهَا ... فهَلْ لِلْوَلِيِّ الْمَذْكُورِ دَفْعُ الْخَاطِبِ بِهَذَا السَّبَبِ مَعَ رِضَاءِ الْمَخْطُوبَةِ ؟
فأجابَ رحمه اللهُ :
أَمَّا الْفُقَهَاءُ الأَئِمَّةُ الَّذِينَ يُفْتَى بِقَوْلِهِمْ فَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ جَوَازَ ذَلِكَ ... وَحَكَى أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي كِتَابِهِ إجْمَاعَ الْعُلَمَاءِ عَلَى تَحْرِيمِ ذَلِكَ .... فَالْوَلِيُّ لَهُ أَنْ يَمْنَعَ مُوَلِّيَتَهُ مِمَّنْ يَتَنَاوَلُ مِثْلَ هَذَا الرِّزْقِ الَّذِي يَعْتَقِدُهُ حَرَامًا؛ لا سِيَّمَا أَنَّ رِزْقَهَا مِنْهُ ، فَإِذَا كَانَ الزَّوْجُ يُطْعِمُهَا مَنْ غَيْرِهِ ، أَوْ تَأْكُلُ هِيَ مَنْ غَيْرِهِ ؛ فَلَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا إذَا كَانَ الزَّوْجُ مُتَأَوِّلا فِيمَا يَأْكُلُهُ . اهـ .

والقول (بأنه لا يستطيع إيجاد عمل آخر) حُجة داحضة ، ولا يُعذر بهذا أمام الله . وهذا القول دالّ على ضعف التوكّل على الله .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض