|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
هل الصحيح أنه ناقل الكُفر ليس بِكافر ؟
بتاريخ : 26-09-2012 الساعة : 01:46 AM
هل الصحيح أنه ناقل الكُفر ليس بِكافر ؟ أو : فاعل الكفر ليس بِكافر ؟

الجواب :
لا تَصِحّ واحدة منهما على إطلاقها .
لأن ناقِل الكفر يُشْتَرَط فيه أن لا يكون راضيا به ، أي : أنه مُجرَّد ناقِل .
وهذا الذي يقول فيه العلماء : ناقِل الكُفر ليس بِكافر . فَهُم يقصدون : مع عدم الرضا به .
أما إذا رَضِي بالكُفر ، فهذا على خطر عظيم ؛ لأن الرضا بالكُفر كُفْر .
وما يدخل في هذا الباب :
الروايات والقصص التي يخترعها أصحابها ، وفيها الكفر الصريح ، وهم يقولون : إنهم مُجرّد نَقَلَة وقُصّاص ! وهذا لا يُسيغ لهم نَقْل الكُفر ؛ لأنه مِن بنات أفكارهم .
تمثيل أدوار الكفار ، سواء من اليهود والنصارى أو غيرهم مِن أمم الكُفر ، وقد يتلفّظ أحدهم بالأقوال الكُفرية ، وهو يعلم بها ، وقد يقول : ناقل الكُفر ليس بِكافر . وهذا غير صحيح ، ولا مُسوِّغ له ، ولا يُعذر به .
ومثله : لبس ملابس تشتمل على الصُّلْبَان ، أو شِعارات الكفار الخاصة بهم أيًّا كانت .
وفاعِل الكُفر قد يُعذَر بِجهله ، فلا يكون كافرا ، حتى تُقام عليه الحجة ، وتنتفي عنه الموانع ، ولذلك عَذَر النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل حينما سَجَد للنبي صلى الله عليه وسلم .
ولذلك يُقرِّر العلماء : أنه ليس كل مَن وقع في الكُفر كافر ، وليس كل من وقع في البدعة مُبْتَدِع.
لأن الإنسان قد يقع في مثل ذلك وهو لا يشعر ، أو يكون جاهلا بالحكم ، بِخلاف مَن تعمّد ذلك .
وهذا في الغالب فيما يُعذر الإنسان فيه بالجهل ، أو يصدر مِن إنسان حديث عهد بإسلام ، أو إنسان نشأ في بادية .
أما العلوم مِن الدِّين بالضرورة فلا يُعذر فيه بالجهل .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
لا يُعذر المكلف بعبادته غير الله أو تَقَرّبه بالذبائح لغير الله ، أو نذره لغير الله ونحو ذلك مِن العبادات التي هي مِن اختصاص الله إلاَّ إذا كان في بلاد غير إسلامية ولم تبلغه الدعوة ، فيعذر لعدم البلاغ لا لِمُجَرّد الجهل ؛ لِمَا رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " ، فلم يَعذر النبي صلى الله عليه وسلم مَن سَمِع به ، ومن يعيش في بلاد إسلامية قد سَمِع بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا يُعذر في أصول الإيمان بِجَهْلِه . اهـ .
وسبق :
حُكم وضع سلسلة على الرقبة تحمل علامة الصليب
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=746
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|