[راجية العفو]

السؤال
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ونفع بكم
وكنت أريد أن أسأل عن مدى صحة هذه القصة:

قيل مر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في بعض شوارع البصرة فإذا هو بحلقة كبيرة والناس لها يمدون الأعناق ويشخصون إليها بالأحداق فمضى إليهم لينظر ما سبب اجتماعهم فإذا فيهم شاب حسن الشباب نقي الثياب عليه هيبة الوقار وسكينة الأخيار .. وهو جالس علي كرسي والناس يأتونه بقوارير من الماء وهو ينظر في دليل المرض ويصف لكل واحد منهم ما يوافقه من أنواع الدواء .فتقدم إليه ..
وقال : السلام عليك أيها الطبيب ورحمة الله وبركاته هل عندك شيء من أدوية الذنوب فقد أعيا الناس داؤها يرحمك الله .فأطرق الطبيب برأسه إلى الأرض ولم يتكلم فناداه ثانية فلم يتكلم فناداه ثالثة كذلك فرفع الطبيب رأسه بعدما رد السلام فقال : أو لم تعرف أدوية الذنوب بارك الله فيك قال : نعم
قال علي رضي الله عنه : صف وبالله التوفيق
قال : تعمد إلى بستان الإيمان فتأخذ منه عروق النية وحب الندامة وورق التدبر وبزر الورع وثمر العفة وأغصان اليقين ولب الإخلاص
وقشور الاجتهاد وعروق التوكل وأكمام الاعتبار وسيقان الإنابة وترياق التواضع .. تأخذ هذه الأدوية بقلب حاضر وفهم وافر بأنامل التصديق وكف التوفيق ثم تضعها في طبق التحقيق ثم تغسلها بماء الدموع ثم تضعها في قدر الرجاء ثم توقد عليها بنار الشوق حتى ترغي زبد الحكمة ثم تفرغها في صحاف الرضا وتروح عليها بمرواح الاستغفار ينعقد لك من ذلك شربة جيدة ثم تشربها في مكان لايراك فيه أحد إلا الله تعالى فأن ذلك يزيل عنك الذنوب حتى لا يبقي ذنب ثم أنشد الطبيب يقول
يا خاطب الحوراء في خدرها شمر فتقوي الله مهرها
وكن مجد ولا تكن وانيا وجاهد النفس على صبرها
ثم شهق شهقة فارق بها الحياة الدنيا فقال رضي الله تعالي عنه : والله أنك لطبيب الدنيا وطبيب الآخرة . ثم أمر بتجهيزه ودفنه رحمة الله عليه




الجواب :
وجزاك الله خيرا .

لم أقِف عليه .
ويبعُد أن يقول عليّ رضي الله عنه عن رجل أنه طبيب الدنيا والآخرة . فقد روى الإمام أحمد وأبو داود مِن حديث أبي رمثة رضي الله عنه قال : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي ، فَرَأَى الَّتِي بِظَهْرِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أُعَالِجُهَا لَكَ ؟ فَإِنِّي طَبِيبٌ . قَالَ : أَنْتَ رَفِيقٌ ، وَاللَّهُ الطَّبِيبُ .

وفي رواية أبي داود : فَقَالَ لَهُ أَبِي : أَرِنِي هَذَا الَّذِي بِظَهْرِكَ ، فَإِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ . قَالَ : اللَّهُ الطَّبِيبُ ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ ، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا . وصححه الألباني والأرنؤوط .


وسبق :
تخصيص علي بعبارة كرّم الله وجهه
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=42
والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد