عرض مشاركة واحدة

نبض الدعوة
الصورة الرمزية نبض الدعوة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 67
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 469
بمعدل : 0.08 يوميا

نبض الدعوة غير متواجد حالياً عرض البوم صور نبض الدعوة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المحرمـات والمنهيات
افتراضي ما هي الحالات التي يُباح فيها الكذب ؟ وهل يجوز الكذب على المريض ؟
قديم بتاريخ : 01-10-2012 الساعة : 11:06 PM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم
نرجو منكم التوضيح ما هي الحالات التي يُباح فيها الكذب ؟ وهل الكذب على المريض النفسي يجوز !
نفع الله بكم



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الحالات التي يجوز فيها الكذب هي الواردة في قوله عليه الصلاة والسلام : لا أعدّه كاذبا الرجل يُصلح بين الناس ، يقول القول ولا يريد به إلاّ الإصلاح ، والرجل يقول في الحرب ، والرجل يُحَدِّث امرأته ، والمرأة تُحَدِّث زوجها . رواه أبو داود ، وصححه الألباني .

وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا ، أوْ يَقُولُ خَيْرًا . رواه البخاري ومسلم .
زاد مسلم : قال ابن شهاب : وَلَمْ أسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلا فِي ثَلاثٍ : الْحَرْبُ ، وَالإِصْلاحُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأةِ زَوْجَهَا .

قال ابن عبد البر : إذا كان للرَّجل أن يكذب في الإصلاح بين اثنين ، فإصلاحه بينه وبين امرأته أولى بذلك ما لم يقصد بذلك ظُلما ، وكذلك غير امرأته : مِن صديق قد آخاه في الله يخشى فساده ، وأن يُحْرَم الانتفاع به في دينه ومالِه .
وقال :
وقد احتج ابن عيينة في إباحة الكذب فيما ليس فيه مَضرّة على أحد إذا قصد به الخير ونَواه ؛ بِقول الله تعالى حاكيا عن إبراهيم عليه السلام (
بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا) ، وبِفعل يوسف إذ جعل الصاع في رحل أخيه ثم نادى مناديه (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) . اهـ .

وقال النووي في معنى الحديث السابق :
معناه : ليس الكذّاب المذموم الذي يُصلِح بين الناس ، بل هذا مُحسِن .
اهـ .

وقال الشيخ ابن سعدي : والصدق مصلحته خالصة ، والكذب بِضدّه ، ولهذا إذا ترتّب على أنواع الكذب مصلحة كُبرى تَزيد على مَفسدته كَالْكَذِب في الحرب وفي الإصلاح بين الناس ، فقد رخّص النبي صلى الله عليه وسلم لِرُجْحَان مَصْلَحَته . اهـ .

ومع ذلك فإذا استطاع الإنسان في هذه المواطِن أن لا يكذب كذبا صريحا فهو المطلوب .
وذلك لأن في المعارِيض مَنْدوحة وغِنى عن الكذب .

قال عمران بن الحصين رضي الله عنهما : في المعارِيض مَندوحة عن الكذب .
أي : أن يُعرِّض الإنسان بكلام يُفهم منه غير المقصود من غير أن يلجأ الإنسان إلى الكذب .

وقال محمد بن سيرين : الكلام أوسع من أن يَكذب ظَريف .

وهنا :
هل كُل كَذب يأثم عليه صاحبه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3038)

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس