عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.79 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم أراشيف الفتاوى المكررة
افتراضي بعض السلف كانوا يذمّون معاوية ومَن قاتلَ (عليّا بن أبي طالب) فهل هُم مِن الشيعة ؟
قديم بتاريخ : 04-10-2012 الساعة : 11:15 AM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل ما صحة هذه الروايات عن هؤلاء الرواة ؟ هل هم شيعة ؟
وقال قتيبة ثنا جرير الحافظ المقدم " لكني سمعته يشتم معاوية علانية" (تهذيب التهذيب)
الفضل بن دكين
وقد كان أبو نعيم وعبيد الله ، معظّمين لأبي بكر وعمر ، وإنما كانا ينالان من معاوية وذويه ، رضي الله عن جميع الصحابة
سير أعلام النبلاء
شريك بن عبد الله
فقال شريك : " ليس بحليم مَنْ سَفَّهَ الحق وقاتل عليا " (ميزان الاعتدال)




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

يُفرِّق العلماء بين التشيّع وبين الرّفض ، فالتّشيّع موجود في بعض رُواة أهل السنة ، بل هو في عامة علماء الكوفة ، وأما الرفض فهو مرفوض !

قال الإمام الذهبي : البدعة على ضَرْبَين:
فَبِدْعة صُغرى كَغُلُوّ التشيع، أو كالتشيع بلا غُلُو ولا تحرف ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدِّين والوَرَع والصِّدْق .
فلو رُدّ حديث هؤلاء لَذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مَفسدة بَيِّنة .
وبِدعة كُبْرَى ، كَالرَّفْض الكامل والغُلو فيه ، والْحَطّ على أبى بكر وعمر رضي الله عنهما ، والدعاء إلى ذلك ، فهذا النوع لا يُحْتَجّ بهم ولا كَرَامَـة .
وأيضا فما أستحضر الآن في هذا الضَّرْب رَجُلاً صَادِقا ولا مأمونا ، بل الكذب شِعَارهم ، والـتَّقِيّة والنفاق دِثَارهم ، فكيف يُقْبَل نَقْل مَن هذا حاله ؟! حاشَا وكَلا .
فالشيعي الغالي في زمان السلف وعُرْفهم هو مَن تَكَلّم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا رضي الله عنه ، وتَعَرّض لِسَبِّهم .
والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يُكَفِّر هؤلاء السادَة ، ويتبرأ من الشيخين أيضا ، فهذا ضَالّ مُعَثَّر .اهـ .

ومثل ما ذُكِر في السؤال هي مما اعتبرها العلماء زلاّت زلّت بها أقدام بعض العلماء ، والزلاّت لا تُسقط عدالة العلماء والرواة .

قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : ذَكَرت لأحمد بن حنبل مَن شَرِب النبيذ مِن مُحَدِّثي الكوفة ، وسَمّيت له عددا منهم ، فقال : هذه زَلاّت لهم ، ولا تَسْقُط بِزَلاّتِهم عَدَالتهم .

وقد سُئل إمام أهل السنة الإمام أحمد رحمه الله عن إمامين مِن أئمة زمانه ، وهما مِن مشايخه ، فقيل له : إِذَا اخْتَلَفَ وَكِيْعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، بِقَوْلِ مَنْ نَأْخُذ ؟
فَقَالَ: نُوَافِقُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَكْثَرَ ... وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يَسْلَمُ مِنْهُ السَّلَفُ، وَيَجتَنِبُ شُرْبَ المُسْكِرِ، وَكَانَ لاَ يَرَى أَنْ يُزْرَعَ فِي أَرْضِ الفُرَاتِ .
قال الذهبي : الظَّاهِرُ أَنَّ وَكِيْعاً فِيْهِ تَشَيُّعٌ يَسِيْرٌ، لاَ يَضُرُّ - إِنْ شَاءَ اللهُ - فَإِنَّهُ كُوْفِيٌّ فِي الجُمْلَةِ، وَقَدْ صَنَّفَ كِتَابَ " فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ " ، سَمِعْنَاهُ قَدَّمَ فِيْهِ بَابَ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ عَلَى مَنَاقِبِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- . اهـ .

ومَن القواعد في هذا الباب عند أهل العِلْم : أن العَالِم لا يُتابَع في زلّته ، ولا يُتْبَع عليها .

والسلامة لا يعدلها شيء ، وسبيل أهل العِلْم الإمساك إذا ذُكِر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم ، وعدم الخوض فيما شَجَر بينهم .

وسبق :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7090
والله أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



رد مع اقتباس