[نسمات الفجر]

ما هي حدود لمس الفرج بدون حائل التي تنقض الوضوء (هل منطقة نبات الشعر تدخل في الأمر) ؟ لأن الأمر أصبح يشكل لدي وسوسة والله لا يستحيي من الحق .

الجواب :

كنت ذكرت ذلك في شرح أحاديث عمدة الأحكام ، في شرح الحديث الثاني ، وهو هنا
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/02.htm

وقلت في نواقِض الوضوء : مسّ الفَرْج عموما من غير حائل يحول بين اليد والفرج ، ويُشترط لذلك شرطان :
الأول : أن يكون المسّ بشهوة .
الثاني : أن يكون من غير حائل ، يعني يمسه مباشرة .
ودليله حديث بسرة بنت صفوان رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مس ذكره فليتوضأ . رواه الإمام أحمد وأبوداود وغيرهما ، وهو حديث صحيح .
ودليل التفريق بين المسٍّ بشهو والمسّ من غير شهوة. حديث طلق بن علي رضي الله عنه قال : قدمنا على نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل كأنه بدوي ، فقال : يا نبي الله ما ترى في مس الرجل ذكره بعد ما يتوضأ ؟ فقال : هل هو إلا مضغة منه ، أو قال بضعة منه . رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما .
وفي رواية : هل هو إلا بضعة منك .
أي قطعة من جسدك .

والمقصود بالفَرْج : القُبُل ، وألْحَق بعض العلماء به : الدُّبُر .

قال ابن عبد البر : في قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : " فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بِفَرْجِه " دليل على أن القُبُل يُسمّى فَرْجا ، وأن الدّبُر أيضا يُسَمّى فَرْجًا .
واختلف الذين رأوا الوضوء مِن مَسّ الفَرْج في مَسّ الدُّبُر ...
وقال الليث : مَن مَسّ بين أليتيه فعليه الوضوء .
وقال الشافعي : مَن مَسّ دُبُره فعليه الوضوء ؛ لأنه فَرْج .
وهو قول عطاء والزهري وميمون بن مهران .
والرجال والنساء في ذلك عنده سواء . اهـ .

وقال ابن قدامة : الفَرْج : اسم لِمَخْرَج الحَدَث ، وَيَتَنَاول الذّكَر والدُّبُر ، وقُبُل المَرْأة . اهـ .

وعلى هذا فإذا مسّت المرأة فرج صبيّها أثناء تنظيفه فليس عليها وضوء . وعلى هذا من مسّ فرجه مباشرة - أي من دون وجود ما يجول بين الفرج وبين اليد - وكان هذا اللمس من غير شهوة فلا يجب عليه أن يتوضأ من هذا اللمس .
ومن مس فرجه بشهوة ومن دون وجود حائل فإنه يتوضأ جمعاً بين الأحاديث

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم