[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله
انتشرت الرسائل من المواضيع والأحاديث الخاطئة فوصلتني بعضها عبر الإيميل وأرسلتها للأشخاص الذين في الإيميل جهلا مني وخطأ وكنت لا أعلم أنها خاطئة وبعدما علمت بأنها خاطئة
أرسلت لهم رسالة تصحيح ولكن في بعض الرسائل حذفتها فأخبرتهم عنها
سؤالي هل علي شيء على الرسائل التي أرسلتها وهي خاطئة ؟ علما أني أخبرت جميع اللي في الايميل؟ وكنت في ذلك الوقت لا أعلم أنها أحاديث موضوعة وخاطئة فأنا مهمومة من ذلك الوقت فاستغفرت الله وتبت إليه وتذكرت قول الله تعالى :{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}
أرجو من فضيلتكم الإجابة على سؤالي وتفريج همي فأنا في هم لا يعلمه إلا الله




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحَفِظَك الله ورَعَاك .

على الإنسان أن يحتاط فيما يقول وفيما يكتب وفيما ينشر ، لئلا يقع في المحذور ، وحتى لا يدخل في زُمرة الكذّابين على رسول رب العالمين عليه الصلاة وأتم التسليم .
ومَن نَشَر شيئا ثم عَلِم بأنه أخطأ ، فعليه أن يُصحح الخطأ ، ويُبيّن حقيقة ما نَشَر ، فإذا فعل ذلك أبرأ ذمّته .
ولعله يُقابَل ذلك أيضا بِنَشْر الصحيح ، ونشْر الخير .
فقد قَرَن الله عزّ وَجَلّ بين التوبة وبين الإصلاح في مواضِع كثيرة مِن كتابه ، كقوله تعالى : (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) .
وكقوله تبارك وتعالى : (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .
وكقوله تعالى في حق السُّرَّاق : (فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .
وكقوله عزّ وَجَلّ : (مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .

وقال عليه الصلاة والسلام : إذا أسَأت فأحْسِن . رواه الإمام أحمد ، وحسنه الألباني .

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد