[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عندي سؤال بخصوص بر الوالدين
لنا أم هداها الله لا يعجبها كل ما نقدمه لها ترى أعمالنا جميعا بالنسبة لها عقوق ونحن ولله الحمد نستطيع التمييز بين الخطأ و الصواب إلا أن طلبات أمي صعبة للغاية وتريد منا أن نصنع المستحيل وهي تولد المشاكل يوميا لنا مما جعلنا نعتاد على المشاكل ولا ننعم بالهدوء سوى سويعات قصيرة في اليوم قد تقول لنا يا فضيلة الشيخ أننا مقصرين ، لا والله نحن نحاول إرضاءها بكل الطرق وبجميع الوسائل و السبل لكن أمي تريد منا أن نكون أعلاما في عصرنا بالقوة ولا تؤمن بأن هذا هو نصيبنا وقسمتنا وإذا ما أخبرناها أنه قسمنا غضبت منا تقول أنكم لا تفهمون شيئا . فهي يا فضيلة الشيخ ـ سامحها الله ـ لا تساعدنا في برها والسؤال هو : ما العمل وما المطلوب منا حتى نقوم بإرضائها وإسعادها والأهم من ذلك برها ؟؟
وجزاكم الله خيرا
أختكم في الله : همة نحو القمة




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

اجتهدوا في بِرّها بِما يُرضي الله عزّ وَجَلّ ، وما زاد عن ذلك فهو فَضْل .
وأقنعوها في ساعات صفاء ذِهنها بأن الله قد جَعَل لكل شيء قَدْرًا ، وأن لكل إنسان طاقته ، وأن كل إنسان يُحسِن شيئا ، ولا يُحسِن أشياء ، وأن الله قَسَّم الْهِبَات كما قَسَم الأرزاق .
وأخبروها بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عَرَف ذلك مِن أصحابه رضي الله عنهم ، فَوَكَل إلى كل واحد منهم ما يُحسِنه ، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : أرحم أمتي أبو بكر ، وأشَدّها في دِين الله عُمر ، وأصدقها حياء عثمان ، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأقرؤوها لكتاب الله أُبَيّ ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي في الكبرى وابن ماجه . وصححه الألباني ، وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
ولم يأمُر النبي صلى الله عليه وسلم أحدا مِن أصحابه أن يتعلّم لُغة اليهود إلاَّ زيد بن ثابِت .
قال زيد بن ثابت : أمَرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَعَلَّمْتُ له كتاب يهود ، وقال : إني والله ما آمن يهود على كتابي . فتعلمته ، فلم يَمُرّ بِي إلاَّ نصف شهر حتى حَذِقْته ، فَكُنْت أكْتُب له إذا كَتب ، وأقرأ له إذا كُتِب إليه . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . وصححه الألباني والأرنؤوط .

قال الإمام الشافعي :
لو كان بِالْحِيَل الْغِنَى لَوَجَدتني *** بِنُجُوم أقطار السماء تَعلُّقي
لكن مَن رُزِق الْحِجَا حُرِم الغِنَى *** ضِدّان مُفْتَرِقان أيّ تَفَرُّق

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد