[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
اليوم أتى لي خالي يريد من أن أطبع له ورقة وأنقل له (ختم) في ورقة أخرى.
- حيث أخبرني بليلة أمس أنه قد أخطأ في طباعة وطبع الورقة التي فيها الختم وكان ختم في وسط الورقة، وبعدها في يوم ثاني ذهب وأحضرت الورقة كي أطبع له الورقة وطبعتها وعملت له ختم (عن طريق السكنر)، وبعدها سألناه ليش تريد تعمل هذا قال لي بأن المقاول اللي عليه المبلغ لم يرد إليه المال وقد أنكر بأن لخالي أي من مال . وكان المبلغ المتبقي 5000 ريال عماني وقال له المحامي أضف المبلغ عقاب للمقاول إلى 7000 ريال عماني
وأخيرا أريد أن أسال هل أنا غلطت عندما عملت له الورقة المزورة كانت نيتي للمساعدة لاسترداد ماله وإذا كنت غلطت ماذا يجب علي أن أفعل ؟
أرجوكم ساعدوني لأن ضميري يؤلمني ولا أستطيع النوم وأنا أخاف الله عن أكون قد أخطأت
إني في انتظار ردكم




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أنت اعترفت بأنها تزوير ، والتزوير مُحرّم إذا انبنى عليه أكل أموال الناس ، أو ضياع حقوق ، أو الشهادة على باطِل .
واستيفاء الحقوق لا يكون بهذه الطريقة ؛ لأن القاعدة الشرعية في القضاء : البيّنة على الْمُدّعي ، واليمين على مَن أنْكَر .
قال عليه الصلاة والسلام : لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لذَهَبَ دِمَاءُ قَوْمٍ وَأَمْوَالُهُمْ . رواه البخاري ومسلم .
ومن يضمن أن خالك صادِق في دعواه ؟!
وقد كان السلف يقولون : إذا أتاك الخصم قد فُقِئت عينه فلا تحكم له فقد يأتيك خصمه وقد فُقِئت عيناه !

قال عمرو بن عثمان بن عفان : أتى عمر بن الخطاب رَجلٌ قد فُقِئت عينه ، فقال له عمر : تُحْضِر خصمك ، فقال له : يا أمير المؤمنين أما بك مِن الغضب إلاَّ ما أرى ؟ فقال له عمر : فلعلك قد فقأت عينيّ خَصمك معًا ؟! فحضر خصمه قد فُقئت عيناه معًا ، فقال عمر : إذا سَمِعْت حُجّة الآخر بان القضاء .

وجَرَت العادة أن كل إنسان أنه يُحِبّ أن يُظهر نفسه بمظهر البريء ، ويُلقي بالتبِعة واللوم على غيره .

وعليك تصحيح ما أخطأت به ، إما ببيان ما قُمْت بِعَمَلِه ، وغبراء ذمّتك ، وإما بالحصول على الورقة المطبوعة عن طريقك وإتلافها .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد