[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ .في هذه الآية " قُل إنّما حَرَّمَ َربّيِ الفَوَاحِشَ مَاظَهَر مِنهَا وَمَاَبَطَن وَالإثمَ والبَغيَ بِِغيرِ الحَقّ ِ" لماذا قال عن الظلم بغير الحق ؟
وفقكم ربِ لما يحب ويرضى وجزاكم الله خير




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

ذلك – والله أعلم – لِوجهين :
الأول :
لأن الإثم والفواحش لا يكون الإنسان فيها مُحِقًّا ، بينما البغي قد يكون الإنسان فيه مُحِقًّا ، فلذلك خُصّ البغي الْمُحرَّم بِما كان بغير الحق .

نقل ابن كثير قول السُّدِّي : الإثم المعصية ، والبغي أن تبغي على الناس بغير الحق .
وقول مجاهد : الإثم المعاصي كلها ، وأخبر أن الباغي بَغْيه كائن على نفسه .
ثم قال ابن كثير : وحاصل ما فُسّر به الإثم أنه الخطايا المتعلقة بالفاعل نفسه ، والبغي هو التعدي إلى الناس ؛ فَحَرَّم الله هذا وهذا . اهـ .

والثاني :
أن الـبَغْي فُسِّر بالظُّلْم والكِبر ، ومنها ما يكون بِحَقّ ، ومنها ما يكون بِغير حق .
ومِن الأول قوله تعالى : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .

ومِن الكِبر بِحَقّ : الاختيال أمام العدو .
قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ مِنَ الْخُيَلاَءِ مَا يُبْغِضُ اللَّهُ ، وَمِنْهَا مَا يُحِبُّ اللَّهُ ؛ فَأَمَّا الْخُيَلاَءُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ ، فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ عِنْدَ الْقِتَالِ ، وَاخْتِيَالُهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ ، وَأَمَّا الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ فَاخْتِيَالُهُ فِي الْبَغْي . رواه أبو داود ، وحسنه الألباني .

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد