[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ ما الرد على من يقول في حكم رسم ذوات الأرواح أن استعمالها يختلف عن الرسم فيقول أنا استعملها ولم أرسمها




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا القَول مُتَضَمِّن لأمْرَين :

الأول : كون هذا فِعْل اليهود ! فإن الله عَزّ وَجَلّ لَمّا حَرَّم عليهم الميتة أخذوا شحومها فأذابوها وباعوها وأكلوا أثمانها ! ولَمّا حرَّم عليهم صيد الحيتان يوم السبت نصبوا لها الشباك يوم السبت ثم أخذوها يوم الأحد !
ومِن أجل ذلك ذمّهم الله وذّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا من باب تحذير هذه الأمة أن تَسْلُك ما سَلَكَه اليهود مِن الْحِيَل واستحلال ما حرّم الله بأدنَى الْحِيَل .

والثاني : كون مُسْتَعْمِل تلك الرسومات رَاضٍ بها ، والراضي كَالفَاعِل ، والواجب إنكارها لا إقرارها باستعمالها ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : ستكون أمراء ، فتعرِفُون وتُنْكِرون ، فَمَن عَرَف بَرئ ، ومَن أنْكَر سَلِم ، ولكن مَن رَضِي وتَابَع . رواه مسلم .

قال النووي : مَعْنَاهُ : مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ الْمُنْكَر فَقَدْ بَرِئَ مِنْ إِثْمه وَعُقُوبَته ، وَهَذَا فِي حَقِّ مَنْ لا يَسْتَطِيع إِنْكَاره بِيَدِهِ لا لِسَانه فَلْيَكْرَهْهُ بِقَلْبِهِ ، وَلْيَبْرَأْ .
وقال : وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ " مَعْنَاهُ : لَكِنَّ الإِثْم وَالْعُقُوبَة عَلَى مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ .
وَفِيهِ : دَلِيل عَلَى أَنَّ مَنْ عَجَزَ عَنْ إِزَالَة الْمُنْكَر لا يَأْثَم بِمُجَرَّدِ السُّكُوت . بَلْ إِنَّمَا يَأْثَم بِالرِّضَى بِهِ ، أَوْ بِأَلاَّ يَكْرَههُ بِقَلْبِهِ أَوْ بِالْمُتَابَعَةِ عَلَيْهِ .

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد