[مصابيح الدُّجى]

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف خلق الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي شيخنا الفاضل
في قصة أورد فيه الكاتب أن الإمام سفيان الثوري - رحمه الله: أنه كان لديه قبراً في منـزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى :
(‏رب ارجعون .. رب ارجعون‏ ) ثم يقوم منتفضاً ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ؟
..فما صحة ما قيل عن الإمام رحمه الله ؟ وهل يجوز بناء القبر في البيت ؟ للعظة ؟
وهذه هي بداية القصة نصاً
" أي شخص كان قد رآني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل،كان سيقول: أكيد مجنون، ‏أو أن لديه مصيبة. والحق أن لديَّ مصيبة، كانت البداية عندما قرأت عن سفيان الثوري - رحمه الله: أنه كان لديه قبراً في منـزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى: (‏رب ارجعون .. رب ارجعون‏ ) ثم يقوم منتفضاً ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ؟
حدث أن فاتتني صلاة الفجر، وهي صلاة من كان يحافظ عليها، ثم فاتـته فسيحس بضيقة شديدة طوال اليوم..الخ "
وجزاكم الله عنا كل خير ونفع الله بكم البلاد والعباد.




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

قال الغزالي : وكان الربيع بن خيثم قد حَفر في داره فبرا فكان إذا وجد في قلبه قساوة دَخل فيه فاضطجع فيه ومكث ساعة ، ثم قال : " رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت " ثم يقول : يا ربيع قد أُرْجِعْت فاعمل الآن قبل أن لا تَرْجِع .

وقال الماوردي : وَحَفَرَ الرَّبِيعُ بْنُ خَيْثَم فِي دَارِهِ قَبْرًا ، فَكَانَ إذَا وَجَدَ فِي قَلْبِهِ قَسْوَةً جَاءَ فَاضْطَجَعَ فِي الْقَبْرِ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) .
ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى نَفْسِهِ فَيَقُولُ : قَدْ أَرْجَعْتُك فَجِدِّي .
فَمَكَثَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ .

قال الماوردي : وَقِيلَ لِبَعْضِ الزُّهَّادِ : مَا أَبْلَغُ الْعِظَاتِ ؟ قَالَ : النَّظَرُ إلَى مَحَلَّةِ الأَمْوَاتِ . اهـ .

ومَن عَمِل مثل ما عَمِل الربيع بن خُثيم فَلَه سَلَف في ذلك . والقصد العِظَو والعبرة .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

عضو مكتب الدعوة والإرشاد