عرض مشاركة واحدة

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.58 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : نسمات الفجر المنتدى : قسـم الأنترنـت
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-11-2012 الساعة : 09:45 PM


السؤال
اقتباس :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا

الدعاء لأحد من المسلمين لا يكون جماعيا إلاّ في حال شُرِع فيه الاجتماع ، كَخُطْبة الجمعة وصلاة القيام في رمضان .

وما عدا ذلك فلا يُشرع فيه الدعاء الجماعي .

وسواء كان ذلك في المنتديات أو في غيرها .

وقد نصّ العلماء على أن الدعاء جماعة أ وفُرادى بعد الصلوات المكتوبة مِن البِدَع .

ولا يُتقرّب إلى الله عزّ وَجَلّ بِما لم يأذن به .

والله تعالى أعلم .

الشيخ عبد الرحمن السحيم

أرجو شرح هذا النص

وقد نصّ العلماء على أن الدعاء جماعة أو فُرادى بعد الصلوات المكتوبة مِن البِدَع .

أختي خادمة الإسلام

الدعاء جماعه بعد الصلوات ما اختلفنا عليها

بس كيف الواحد يدعي لنفسه بعد الصلاة بدعة ؟ مو في أذكار وأدعية نص عليها الشرع تقال بعد الصلاة ؟



الجواب :
الدعاء جماعة أو فُرادى بعد الصلوات المكتوبة مِن البِدَع ، وذلك لأن الوارِد بعد الصلوات هو الذِّكْر المعروف ، مثل قول : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام .

فَعَنْ ثَوْبَانَ قَال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا ، وَقَال : اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ .

قَالَ الْوَلِيدُ : فَقُلْتُ لِلأَوْزَاعِيِّ : كَيْفَ الاسْتِغْفَارُ قَالَ : تَقُولُ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ . رواه مسلم .

وعَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : أَمْلَى عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ مِنْ كِتَابٍ إلَى مُعَاوِيَةَ : إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ : لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ , وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ . اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ , وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ .

ثُمَّ وَفَدْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَسَمِعْتُهُ يَأْمُرُ النَّاسَ بِذَلِكَ . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رضي الله عنه : ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخّرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أسرفت ، وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخِّر ، لا إله إلا أنت ,

وفي لفظ : وإذا سَلّم قال : اللهم اغفر لي ما قَدَّمْت ، إلى آخر الحديث ، ولم يَقُل بين التشهد والتسليم .

قال النووي : هكذا رواه أبو داود بإسناد صحيح ، وهو إسناد مسلم ، هكذا في رواية ، وفى رواية أنه كان يقول هذا بين التشهد والتسليم ... ولا منافاة بين الروايتين فهما صحيحتان ، وكان يقول الدعاء في الموضعين ، والله أعلم .

وقال ابن القيم : وذَكَر أبو داود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سَلَّم من الصلاة قال : اللهم اغفر لي ما قَدَّمْت وما أخَّرْت ، وما أسْرَرت وما أعلنت ، وما أسْرَفت ، وما أنت أعلم به مني ، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر ، لا إله إلا أنت .

هذه قطعة مِن حديث علي الطويل الذي رواه مسلم في استفتاحه عليه الصلاة والسلام ، وما كان يقوله في ركوعه سجوده . ولِمُسْلِم فيه لَفْظَان :

أحدهما: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله بين التشهد والتسليم ، وهذا هو الصواب .

والثاني : كان يقوله بعد السلام ، ولعله كان يقوله في الموضعين ، والله أعلم . اهـ .

وعند مسلم من طريق أبي الزبير قال : كان ابن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يُسَلِّم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدِّين ولو كَرِه الكافرون . وقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُهلل بهن دُبر كل صلاة .

ومن الأذكار بعد السلام من الصلاة : قراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين .

ففي الحديث : مَن قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلاَّ أن يموت . رواه النسائي في الكبرى ، وصححه الألباني .

وعَن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اقرأ بالمعوذات دُبر كل صلاة . رواه أبو داود .

قول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير " عشر مرات بعد صلاة المغرب و عشر مرات بعد صلاة الفجر .

فَعند الترمذي عن عمارة بن شبيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات على إثر المغرب بَعث الله مَسْلَحَة يَحفظونه من الشيطان حتى يصبح ، وكَتب الله له بها عشر حسنات موجبات ، ومَحَا عنه عشر سيئات موبقات ، وكانت له بِعَدْل عشر رقاب مؤمنات .

قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد ، ولا نعرف لعمارة سماعا عن النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ .

وقال الشيخ الألباني : حسن .

وروى الإمام أحمد من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : من قال قَبل أن ينصرف ويَثني رِجْله مِن صلاة المغرب والصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات ، كُتِب له بِكُلّ واحدة عشر حسنات ، ومُحِيَتْ عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، وكانت حرزا من كل مكروه ، وحرزا من الشيطان الرجيم ، ولم يَحل لذنب يدركه إلاّ الشرك ، فكان من أفضل الناس عملا ، إلاَّ رَجُلاً يَفْضله ، يقول : أفضل مما قال .

قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره ، وهذا إسناد ضعيف لإرساله ولضعف شهر بن حوشب . اهـ .

فَمَن الْتَزَم الدعاء بعد الصلاة المفروضة ، فقد تَرَك الذي هو خير ، وهو ما دَلّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أمته عليه .

ومَن الْتَزَم الدعاء بعد الصلاة المفروضة فقد عَمِل عملا ليس عليه عَمَل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عليه عَمَل السلف .

وقد قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ . رواه مسلم .

أي : مَرْدُود عليه .

ويُقتصر في الدعاء والأذكار بعد السلام مِن الفريضة على ما وَرَد عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما الدعاء عَقب النافلة فيجوز مِن غير الْتِزام ذلك .

وقد سَمِعت هذه الفائدة الأخيرة مِن شيخنا الشيخ إبراهيم الصبيحي – وفقه الله وحفظه – في عام 1412 هـ .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



رد مع اقتباس