[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخت تسأل :
السلام عليكم
قال لي أحد أنتِ تتظاهرين بدينك هل يعتبر هذا قذف ؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هو قذْف لا يُوجِب الْحَدّ ، وإذا رُفِع إلى القضاء فللقاضي أن يُعزِّر قائل ذلك القول .

ومثل هذا القول عظيم وخطير ؛ لأنه اتهام بالنفاق ، فإن لم يكن المتَّهم به كذلك فإن الكلمة ترجِع إلى صاحبها ، لعموم قوله عليه الصلاة والسلام : أيما امرئ قال لأخيه : يا كافر ؛ فقد باء بها أحدهما ، إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية لمسلم : إذا كفّر الرجل أخاه ، فقد باء بها أحدهما .

قال ابن قدامة : وَكُلُّ مَا لا يَجِبُ الْحَدُّ بِفِعْلِهِ ، لا يَجِبُ الْحَدُّ عَلَى الْقَاذِفِ بِهِ ، كَمَا لَوْ قَذَفَ إنْسَانًا بِالْمُبَاشَرَةِ دُونَ الْفَرْجِ ، أَوْ بِالْوَطْءِ بِالشُّبْهَةِ ، أَوْ قَذَفَ امْرَأَةً بِالْمُسَاحَقَةِ ، أَوْ بِالْوَطْءِ مُسْتَكْرَهَةً ، لَمْ يَجِبْ الْحَدُّ عَلَى الْقَاذِفِ ؛ وَلأَنَّهُ رَمَاهُ بِمَا لا يُوجِبُ الْحَدَّ ، فَأَشْبَهَ مَا لَوْ قَذَفَهُ بِاللَّمْسِ وَالنَّظَرِ .
وَكَذَلِكَ لَوْ قَالَ : يَا كَافِرُ ، يَا فَاسِقُ ، يَا سَارِقُ ، يَا مُنَافِقُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا خَبِيثُ ، يَا أَعْوَرُ ، يَا أَقْطَعُ ، يَا أَعْمَى ابْنَ الزَّمَنِ الأَعْمَى الأَعْرَجِ .
فَلا حَدَّ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ ؛ لأَنَّهُ قَذْفٌ بِمَا لا يُوجِبُ الْحَدَّ ، فَلَمْ يُوجِبْ الْحَدَّ ، كَمَا لَوْ قَالَ : يَا كَاذِبُ ، يَا نَمَّامُ .
وَلا نَعْلَمُ فِي هَذَا خِلافًا بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ .
وَلَكِنَّهُ يُعَزَّرُ ؛ لِسَبِّ النَّاسِ وَأَذَاهُمْ ، فَأَشْبَهَ مَا لَوْ قَذَفَ مَنْ لا يُوجِبُ قَذْفُهُ الْحَدَّ . اهـ .

وقال ابن مُفلح في " الفروع " : وَيُعَزَّرُ فِي : يَا كَافِرُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا حِمَارُ ، يَا تَيْسُ ، يَا ثَوْرُ ، يَا رَافِضِيُّ !
وفي " تكلمة المجموع " : ومن الألفاظ الموجبة للتعزير قوله لغيره : يا فاسق ، يا كافر ، يا فاجر ، يا شقي ، يا كلب ، يا حمار ، يا تيس ، يا رافضي ! يا خبيث ، يا كذاب .

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد