عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.79 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشــاد الـصــلاة
افتراضي إذا حضر رجلان صلاة الجماعة هل يتساويان في الأجر إذا خشع أحدهم وغفل الآخر ؟
قديم بتاريخ : 24-12-2012 الساعة : 07:32 PM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا شيخ
سؤالي هو في صلاة الجماعة , هل المصلين تجبر صلاتهم بصلاة بعض مثل رجل خاشع ورجل يحاول الخشوع والآخر غافل هل يكتب لهم الأجر سواء أم لا ؟ سمعت من بعض الإخوة أن المشايخ لا يقولون هذا أمام العوام لكي لا يتكلوا .
هل هذا الكلام صحيح ؟
أفيدونا جزاكم الله خير
وجزاك الله خير الجزاء

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

لا أعلم صِحّة ذلك .
بل الذي ثبت خِلاف ذلك .

فقد صَلَّى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاة الصُّبْحَ فَقَرَأَ بِالرُّومِ ، فَتَرَدَّدَ فِي آيَةٍ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : إِنَّهُ يَلْبِسُ عَلَيْنَا الْقُرْآنَ ، أَنَّ أَقْوَامًا مِنْكُمْ يُصَلُّونَ مَعَنَا لاَ يُحْسِنُونَ الْوُضُوءَ ، فَمَنْ شَهِدَ الصَّلاَةَ مَعَنَا فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ . رواه الإمام أحمد ، وقال شعيب الأرنؤوط : حديث حسن .

وقال عليه الصلاة والسلام : من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ووضوئهن ومواقيتهن ، وعلم أنهن حَق مِن عند الله دَخل الجنة ، أو قال : وَجَبَتْ له الجنة . رواه الإمام أحمد.
وفي رواية له : قال مَن حافظ على الصلوات الخمس على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها يَراها حقا لله عليه حُرِّمَ على النار .

ويتفاوت الناس في الصلاة ، وفيما يُكْتَب لهم مِن أجْر لِتفاوت حُضور قلوبهم .
قال شُفَيّ الأَصْبَحِيّ : إن الرجلين ليكونان في الصلاة مناكبهما جميعا ولَمَا بينهما كَمَا بين السماء والأرض .
وقال حسان عطية : إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة وأن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض . قال ابن القيم : وذلك أن أحدهما مُقْبِل على الله عز و جل ، والآخَر سَاهٍ غافِل.

قال ابن القيم عن مراتب الناس في الصلاة :
الناس في الصلاة على مَرَاتِب خَمْس :
أحدها : مرتبة الظالم لنفسه المفَرِّط ، وهو الذي انتقص مِن وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.
الثاني : مَن يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مُجاهدة نفسه في الوسوسة ، فذهب مع الوساوس والأفكار .
الثالث : مَن حافظ على حدودها وأركانها ، وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار ، فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يَسْرِق صلاته ، فهو في صلاة وجهاد .
الرابع : مَن إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها ، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها ، بل هَمّه كُلّه مَصروف إلى إقامتها كما ينبغي ، وإكمالها وإتمامها ؛ قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها .
الخامس : مَن إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز و جل ناظِرا بِقَلبِه إليه ، مُرَاقِبا له ، ممتلئا من محبته وعظمته ، كأنه يراه ويُشَاهِده ، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطوات وارتفعت حُجُبها بينه وبين ربه ؛ فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض . وهذا في صلاته مشغول بِرَبِّه عز و جل ، قرير العين به .
فالقسم الأول مُعَاقَب ، والثاني مُحَاسَب ، والثالث مُكَفَّر عنه ، والرابع مُثَاب ، والخامس مُقَرَّب مِن ربه ؛ لأن له نَصِيبا ممن جُعِلت قُرّة عينه في الصلاة ؛ فَمَن قَرَّتْ عينه بِصلاته في الدنيا قَرَّتْ عَينه بِقُرْبِه مِن رَبِّه عز و جل في الآخرة ، وقَرَّتْ عينه أيضا به في الدنيا ، ومَن قَرَّتْ عَينه بالله قَرَّت به كل عَين ، ومن لم تَقَرّ عينه بالله تعالى تَقَطّعت نَفسه على الدنيا حَسَرَات . اهـ .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس