[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم و رحمة و الله و بركاته
لي سؤال عن الوحي جبريل عليه السلام في غار حراء ، لماذا نزل الوحي و أعطى الرسول آيات قرآنية ( اقرأ ..) ولا يقول له أنه وحي الله ، وأنه مختار للنبوة ويعرف الخبر من ورقة بن نوفل؟
بارك الله فيك




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

ذلك لثلاثة أسباب – والله تعالى أعلم – :
الأول : أنه أقلّ في الرَّوْع ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رَجَع إلى أهله يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ .
الثاني : أنه أقوى في التصديق ؛ لأنه لو قال له : إنه مَلَك - ولا عَهْد له عليه الصلاة والسلام بِرؤية الملائكة – فكيف يُصَدِّق ذلك ، وهو لم يعرفه ، ولم يَره مِن قبل .
فإذا ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مَن يعرفه ، ومَن عنده عِلْم من الكتاب – وهو ورقة بن نوفل – ثم أخبره خَبَر ما أتاه ؛ كان أقوى في التصديق ، وأخفّ في الروع .
فقد ذَكَر له ورقة بن نوفل أن ما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو الناموس ، أي : صاحب الوحي الذي كان يَنْزِل على موسى عليه الصلاة والسلام .
الثالث : أنه أبلغ وأقوى في تصديق الناس له ؛ لأنه لو قال للناس مُباشَرة : إني رسول الله ، وقد جاءني الوحي ، لَكان الناس أسْرَع إلى تكذيبه ، بِخلاف ما إذا شَهِد بذلك الذي عنده عِلْم مِن الكتاب .
قال تعالى في مُحاجّة الكفار في مكة : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد